اِنفصام الشخصية (الشيزوفرينيا): ماهيته وأسبابه وكيف يُمكن التخلُص منه!!

(اِنفصام الشخصية) ماهيته وأسبابه وكيف يُمكن التخلُص منه؟!

يُشير مرض الفصام إلى حالة ومجموعة من الاِضطرابات التي تنطوي جميعها على الاِنفصال عن الواقع 

بما في ذلك الهلوسة والأوهام
كما أنه يؤثر على قُدرة الشخص على التعرف على الأعراض التي يُعاني منها لهذه الحالة.
إنها حالة خطيرة، لكنها قابلة للعلاج ولا يزال بإمكان العديد من الأشخاص المصابين بها أن يعيشوا 

حياة سعيدة ومُرضية.

وخلال مقال (اِنفصام الشخصية (الشيزوفرينيا): ماهيته وأسبابه وكيف يُمكن التخلُص منه!!): 

سنكتشف معًا ماهية مرض الفصام وأعراضه وهل يوجد علاج له أم (لا).

أولاً: ماذا يعني مرض الفصام؟

ما المقصود بمرض إنفصام الشخصية؟

الفصام (Schizophrenia) هو اِضطراب عقلي مُزمن وشديد يؤثر على طريقة تفكير الشخص وتصرفه 

والتعبير عن المشاعر وإدراك الواقع والاِرتباط بالآخرين.
على الرغم من أن الفصام ليس شائعًا مثل الأمراض العقلية الرئيسية الأُخرى، إلا أنه يُمكن أن يكون 

أكثر الأمراض المُزمنة والعجز.

- غالبًا ما يُعاني الأشخاص المصابون بالفصام من مشاكل في الأداء الجيد في المُجتمع وفي العمل

 وفي المُدرسة وفي العلاقات.
قد يشعرون بالخوف والاِنسحاب، وقد يبدو أنهم فقدوا الاِتصال بالواقع.
لا يُمكن علاج هذا المرض المُستمر مدى الحياة ولكن يُمكن السيطرة عليه بالعلاج المُناسب.

خلافًا للاِعتقاد السائد، فإن الفصام ليس اِنقسامًا أو تعددًا في الشخصية.
ينطوي الفصام على الذهان وهو نوع من المرض العقلي لا يستطيع فيه الشخص معرفة 

ما هو حقيقي مما يتخيله.
"في بعض الأحيان" يفقد الأشخاص المصابون باِضطرابات ذهانية الاِتصال بالواقع.
وقد يبدو العالم وكأنه خليط من الأفكار والصور والأصوات المُربكة بالنسبة له.
قد يكون سلوكهم غريبًا جدًا وحتى مروعًا.

يُطلق على التغيير المُفاجئ في الشخصية والسلوك، والذي يحدث عندما يفقد الأشخاص الذين يعانون منه 

الاِتصال بالواقع "حلقة ذهانية".
مدى شدة مرض اِنفصام الشخصية يختلف من شخص لآخر.
حيثُ يُعاني بعض الأشخاص من نوبة ذهانية واحدة فقط، بينما يُعاني البعض الآخر من العديد من النوبات

 خلال حياتهم ولكنهم يعيشون حياة طبيعية نسبيًا فيما بينها.
لا يزال البعض الآخر يُعاني من مشاكل أكبر في الأداء بمرور الوقت مع تحسُن طفيف بنوبات الذهان الكاملة.
يبدو أن أعراض الفصام تزداد سوءًا وتتحسن في الدورات المعروفة باسم الاِنتكاسات والهفوات.

ثانيًا: ما هي الأعراض المُبكرة لمرض اِنفصام الشخصية؟

للشيزوفرينيا أعراض متنوعة

تظهر الحالة عادة أولى علاماتها لدى الرجال في أواخر سن المُراهقة أو أوائل العشرينات.
غالبًا ما يُصيب النساء في أوائل العشرينات والثلاثينيات من العُمر.
الفترة التي تبدأ فيها الأعراض لأول مرة وقبل الذهان الكامل تُسمى الفترة البادرية.
يُمكن أن تستمر أيامًا أو أسابيع أو حتى سنوات.
قد يكون من الصعب اِكتشافه لأنه لا يوجد عادة مُحفز مُحدد.
وقد تُلاحظ فقط تغييرات سلوكية طفيفة، خاصةً عند المُراهقين.
وهذا يتضمن:

• تغيير في الدرجات.
• الاِنسحاب الاِجتماعي.
• صعوبة في التركيز.
• تغيير في المزاج.
• صعوبة في النوم.
• التحدث بجُمل لا معنى لها أو استخدام كلمات لا معنى لها.
• الاِنتقال بسرعة من فكرة إلى أُخرى دون وجود روابط واضحة أو منطقية بينهما.
• التحرك ببطء.
• عدم القُدرة على اِتخاذ القرارات.
• الكتابة بشكل مُفرط ولكن بدون معنى.
• نسيان أو خسارة الأشياء.
• تكرار الحركات أو الإيماءات مثل السرعة أو المشي في دوائر.
• مواجهة مشاكل في فهم المشاهد والأصوات والمشاعر اليومية.

ثالثًا: ما الذي يُسبب الفصام؟

لا أحد مُتأكد من أسباب مرض اِنفصام الشخصية "الشيزوفرينيا، ولكن من المُحتمل أن يلعب

 التركيب الجيني وكيمياء الدماغ دورًا محوريًا.

يعاني ملايين الأشخاص من مرض اِنفصام الشخصية، وعندما يُعاني الناس لأول مرة من أعراض 

ونوبات فقد لا يسعون للعلاج لعدة أسباب.
قد لا يعرفون أنهم مرضى أو قد يخجلون من وصفهم بمرض عقلي خطير.

اِكتشف الباحثون عددًا من الأشياء التي يبدو أنها تجعل الشخص أكثر عُرضة للإصابة بالفصام، بما في ذلك:
أ) علم الوراثة: يُمكن أن ينتقل الفصام في العائلات، مما يعني أن اِحتمال اِنتقال الفصام الأطفال الأكبر سنًا.
ب) كيمياء الدماغ والدوائر: قد لا يتمكن الأشخاص المُصابون بالفصام من تنظيم المواد الكيميائية في الدماغ 

التي تُسمى الناقلات العصبية التي تتحكم في مسارات معينة أو "دوائر" من الخلايا العصبية

 التي تؤثر على التفكير والسلوك.
ج) شذوذ الدماغ: وجدت الأبحاث بنية دماغية غير طبيعية لدى الأشخاص المصابين بالفصام.
لكن هذا لا ينطبق على جميع المصابين بالفصام، ويُمكن أن يُصيب الأشخاص غير المصابين بالمرض.
د) البيئة: أشياء مثل الالتهابات الفيروسية والتعرض للسموم أو المواقف المُجهدة للغاية 

قد تؤدي إلى الإصابة بالفصام لدى الأشخاص الذين تجعلهم جيناتهم أكثر عُرضة للإصابة بهذا الاِضطراب.
غالبًا ما يظهر الفصام عندما يُعاني الجسم من تغيرات هرمونية وجسدية مثل تلك التي تحدث 

خلال سنوات المُراهقة والشباب.

رابعًا: من الذي يُصاب بالفصام؟

سمات الشخص الأكثر عُرضة للإصابة بمرض الشيزوفرينيا

• يُمكن لأي شخص أن يُصاب بالفصام.
• إنه يؤثر على الناس في جميع أنحاء العالم من جميع الأجناس والثقافات.
• على الرغم من أنه يُمكن أن يحدث في أي عمر، إلا أن الفصام يظهر عادةً لأول مرة في سنوات المراهقة أو أوائل العشرينات.
• يؤثر الاِضطراب على الرجال والنساء على حد سواء، على الرغم من ظهور الأعراض بشكل عام في وقت مُبكر عند الرجال.
• كُلما بدأت الأعراض في وقت مُبكر، كُلما كان المرض أكثر حدة.
• يُمكن أن يُصاب الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 5 سنوات بالفصام، ولكنه نادر الحدوث قبل فترة المُراهقة.

خامسًا: كيف يتم تشخيص مرض اِنفصام الشخصية؟

إذا ظهرت أعراض الفصام، فسيقوم الطبيب بإجراء تاريخ طبي كامل وأحيانًا فحص جسدي.
على الرغم من عدم وجود اِختبارات معملية لتشخيص مرض اِنفصام الشخصية على وجه التحديد

قد يستخدم الطبيب اِختبارات مُختلفة ورُبما اِختبارات الدم أو دراسات تصوير الدماغ 

وذلك لاِستبعاد مرض جسدي آخر أو تسمُم (الذهان الناجم عن مادة ما) كسبب للأعراض.

إذا لم يجد الطبيب سببًا جسديًا آخر لأعراض الفصام، فيجوز له إحالة الشخص إلى طبيب نفسي 

أو أخصائي نفسي مُتخصص في الصحة العقلية ومُدرب على تشخيص الأمراض العقلية وعلاجها.
يستخدم الأطباء النفسيون وعُلماء النفس المقابلات المصممة خصيصًا وأدوات التقييم

 لتقييم شخص مُصاب باِضطراب ذُهاني.
يبني المعالج في تشخيصه على تقرير الشخص والعائلة عن الأعراض ومُلاحظتهم لموقف وسلوك الشخص.

يتم تشخيص إصابة الشخص بالفصام إذا كان لديه على الأقل اثنين من هذه الأعراض لمدة 6 أشهر على الأقل:

• الأوهام.
• الهلوسة.
• كلام مشوش.
• سلوك غير مُنظم.

- وخلال الأشهر الستة، يجب أن يكون لدى الشخص شهر من الأعراض النشطة ويُمكن أن يكون أقل 

مع العلاج الناجح.

يجب أن تؤثر الأعراض سلبًا عليهم اِجتماعيًا أو في العمل، ولا يُمكن أن تكون ناجمة عن أي حالة أُخرى.

سادسًا: ما الفرق بين الفصام ومرض تعدُد الشخصيات؟

في حين أن اِسم الفصام مُشتق من الكلمتين اليونانيتين "الاِنقسام" و "العقل"، إلا أن أياً من الظروف

 تحت مرض اِنفصام الشخصية لا تتضمن شخصيات مُتعددة.
بدلاً من ذلك، تندرج الشخصيات المُتعددة تحت حالة تُعرف باِسم اِضطراب الهوية الاِنفصامي 

(الذي كان يُعرف سابقًا باسم اضطراب الشخصية المتعددة).
وتندرج هذه الحالة ضمن فئة الاضطرابات الانفصامية.

أما الفرق بين الفصام والذهان، فيتمثل في:
الفصام والذهان هما مصطلحان مترابطان بقوة، لكن لهما أيضًا اِختلافات كبيرة.
فالذهان هو عبارة عن مجموعة من الأعراض التي تنطوي على اِنفصال عن الواقع والعالم من حولك 

(يُمكن العثور على المزيد حول هذه الأعراض في قسم الأسباب والأعراض).
يُمكن أن يحدث الذهان مع حالات طبية أخرى واِضطرابات الصحة العقلية مثل الاِضطراب ثُنائي القطب.
أما الفصام فهذا هو طيف (أو مجموعة) من الحالات التي تنطوي على أعراض ذهاني.

سابعًا: كيف يتم علاج مرض الفصام للتخلُص منه نهائيًا؟

كيف يتم علاج مرض الفصام للتخلُص منه نهائيًا؟

- يحتاج المصابون بالفصام إلى علاج مدى الحياة.
ولكن كُلما بدأ العلاج مُبكرًا، كانت فرصهم في التعافي وتحسين نوعية الحياة أفضل.
يُمكن أن يُساعد الدواء والعلاج في إدارة أعراض الفصام 

وفي كثير من الحالات يُمكن للأشخاص المُصابين بالفصام مُتابعة أهدافهم وإقامة علاقات صحية 

والحفاظ على الوظائف وأن يكونوا أعضاء مُنتجين في مُجتمعاتهم.

- تُساعد الأدوية المُضادة للذهان في السيطرة على الأعراض مما يجعلها أقل تدخلاً وإزعاجًا.
قد يحتاج الطبيب النفسي إلى تجربة أدوية مُختلفة بجُرعات مُختلفة قبل العثور على الدواء الأكثر فاعلية بأقل قدر من الآثار الجانبية.
قد يستغرق الأمر عدة أسابيع حتى تُلاحظ تحسنًا في الأعراض.
بالنسبة للأشخاص الذين لا يستجيبون للأدوية، قد يكون العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT) خيارًا مُتاحًا.
تقوم تقنية تحفيز الدماغ هذه بتمرير تيارات كهربائية صغيرة عبر الدماغ لتخفيف أعراض الفصام.

- بالإضافة إلى الأدوية، يُقدم العلاج الإرشاد والدعم للأشخاص المُصابين بالفصام وأسرهم:
يُساعد العلاج الفردي "العلاج بالكلام" الأشخاص على تطبيع أنماط التفكير ومُلاحظة علامات

 الإنذار المُبكر من الاِنتكاس والتعامل مع التوتر.
يُقدم العلاج الأسري الدعم والبصيرة والوعي للعائلات التي تتعامل مع مرض انفصام الشخصية.

- بمُجرد أن يبدأ الدواء والعلاج في العمل، يُمكن أن تُساعد هذه الاِستراتيجيات في تخفيف تحديات الفصام:

• لذا حافظ على تركيزك على أهداف علاجك.
• أخبر أفراد العائلة أو الأصدقاء بأهدافك حتى يتمكنوا من تقديم الدعم.
• اِلتزم بخطة العلاج الخاصة بك.
• حتى إذا اِنخفضت الأعراض، فمن المُهم أن تذهب إلى العلاج وتناول الدواء حسب التوجيهات.
• اِستخدم تقويمًا للأدوية أو علبة أقراص أسبوعية لتتذكر تناول الأدوية.
• تعرف على علامات التحذير الخاصة بك.
• ضع خطة للتعامل مع الأعراض عند ظهورها حتى تتمكن من الحصول على المُساعدة المُناسبة في أقرب وقت مُمكن.
• صحتك الجسدية هي جُزء مُهم من الشعور بالرضا أيضًا.
• تناول الأطعمة المغذية ومُمارسة الرياضة واِتباع روتين نوم مُنتظم.
• قُم بدمج تقنيات الاِسترخاء وإدارة التوتر في حياتك.
• يُمكن أن تُساعد مُمارسة الأنشطة باِنتظام مثل التأمل لتقليل التوتر وتجنب إثارة نوبة الغضب.

ثامنًا: ماذا يحدُث إذا لم يتم العلاج من الشيزوفرينيا؟

الأشخاص المصابون بالفصام غير المُعالج هم أكثر عُرضة لإيذاء النفس والعنف تجاه الآخرين

 أكثر من أولئك الذين تلقوا العلاج.
قارنت دراسة أجريت عام 2015 في الصين نتائج 123،572 شخصًا مُصابين بالفصام المُعالج 

وغير المُعالج بعد 14 عامًا من تشخيصهم.

بعد 14 عامًا، كان الأشخاص الذين لم يتلقوا العلاج أكثر عُرضة لما يلي:

• لديها عدد أقل من أفراد الأسرة.
• كانوا بلا مأوى.
• ماتوا لأسباب أُخرى.
• غير متزوجين.
• عاشوا بمفردهم بمعزل عن الناس.
• زادت عليهم الديون.
• ووجد الباحثون أيضًا أن 57.3٪ من الأشخاص الذين عولجوا عانوا من مغفرة جزئية أو كاملة، مُقارنة بـ 29.8٪ في المجموعة التي لم تُعالج أبدًا.
• لذا إذا ظهرت على شخص ما أعراض مرض انفصام الشخصية، فمن المُهم الحصول على علاج سريع.

وخِتامًا ... لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من مرض اِنفصام الشخصية 

ولكن الاِلتزام بخطة العلاج يُمكن أن يُساعد في منع الاِنتكاسات أو تفاقم الأعراض.

"بالإضافة إلى ذلك" يأمل الباحثون أن معرفة المزيد عن عوامل الخطر لمرض اِنفصام الشخصية

 قد يؤدي إلى التشخيص والعلاج في وقت مُبكر.