تفسير الأحلام: كيف تكون سببًا لعلاجك من الأمراض النفسية والجسدية؟

كيف يكون تفسير الأحلام سببًا لعلاجك  من الأمراض النفسية والجسدية؟

في العصور القديمة كان يُعتقد أن الأحلام هي علامة على التدخُل الإلهي أو وسيلة للتواصل مع المتوفى
أصبح تفسير الأحلام مُرتبطًا بعلم النفس لأول مرة في القرن التاسع عشر 

فعندما بدأ سيغموند فرويد الحديث عن المعنى الخفي في الأحلام.
- لم يكُن تفسير الأحلام محبوبًا في مكتب العلاج خلال العقود القليلة الماضية 

ومع ذلك بدأ المُعالجون في اِستخدام العلاجات "القائمة على الأدلة" بدلاً من التحليل النفسي.

تفسير الأحلام قد يكون له مكان في العلاج
- ولكن في الآونة الأخيرة عادت مُناقشات الأحلام إلى الظهور في مكاتب العلاج.
حيثُ يُرحب العديد من المُعالجين بالمُحادثات حول ما قد تعنيه لك أحلامك.
- ربما يعني هذا الحلم بعدم حضور أصدقائك في حفلة أنك لا تشعر بأن أصدقائك أشخاص

 يُمكنك الوثوق بهم أو أنك لم تتصل بهم مؤخرًا أو رُبما يعني هذا الحلم بالعودة إلى منزل طفولتك.

وخلال مقال (تفسير الأحلام: كيف تكون سببًا لعلاجك من الأمراض النفسية والجسدية؟)

سنكتشف أن هُناك طُرق يُمكنك من خلالها تعلم تفسير أحلامك وعندما تفعل ذلك قد تمنحك أحلامك

 رؤية جديدة لمشاكلك وصحتك العقلية وعلاقاتك.

أولاً: لماذا نحلم؟

لا نعرف لماذا يحلم الناس

المنطق الذي نستخدمه للتنقل في حياة اليقظة ليس له فُرصة في مواجهة الأحلام.
- يبدو أن الأحلام تستند إلى التجارب والقضايا الأخيرة التي نواجهها 

ولكن لا يوجد حتى الآن إجماع بين المُتخصصين في الصحة العقلية حول الغرض من الأحلام.
# فيما يلي الإجابات الأكثر قبولًا:

أ- لمُعالجة الصدمة العاطفية

• قد تكون أحلامك طُرقًا لمواجهة الألم العاطفي في حياتك.
• أثناء نومك يعمل عقلك على مُستوى عاطفي أكثر بكثير مما كان عليه عندما تكون مُستيقظًا.
• قد يسمح هذا لعقلك بإجراء اِتصالات حول مشاعرك والتي لن تصنعها ذاتك الواعية بنفس الطريقة التي تعمل بها العقاقير المُخدرة أو الغيبوبة التأملية أو التنويم المغناطيسي.

ب- للتدرب على تحديات المُستقبل

• اللوزة الدماغية الخاصة بك هي واحدة من أكثر المناطق نشاطًا في دماغك عندما تحلم.
• هذا الجزء من دماغك مسؤول عن اِستجابة القتال أو الطيران.
• يُشير هذا النشاط إلى أن الأحلام يُمكن أن تكون طريقة عقلك لمُحاكاة التهديدات المُستقبلية لإعدادك لها.

ج- لفرز وتخزين الذكريات

• قد تكون الأحلام طريقة لفرز أي من ذكرياتك مُهمة بما يكفي لتخزينها حتى تتمكن من تذكرها بكفاءة لاحقًا والتي يجب تفويضها لنظام الذاكرة اللاواعي.
• يرى هذا النوع من تفسير الأحلام أن الحلم هو نوع من نظام الفرز التلقائي لذكرياتك وتجاربك.
• ينظر دماغك إلى أحداث اليوم ويستوعبها ويضعها في سياق ما تحتاجه.

ثانيًا: أنواع الأحلام

قبل أن يُجري معالج الأحلام تحليل الأحلام على محتويات أحلامك 

قد يبدأون بتصنيف أنواع الأحلام التي تراودك علي إنها:
1) أحلام عادية

• رُبما تكون مُعظم أحلامك أحلامًا طبيعية، ولكن هذا لا يعني أنها أو أنك مُملة.
• يُمكن أن تكون الأحلام العادية رائعة ومُثيرة وغريبة (في أغلب الأحيان).
• إن وجود أحلام عادية وشائعة هو علامة جيدة على أنك بصحة جيدة ومُتكيف بشكل جيد.
• يُمكن أن تكون الأحلام الطبيعية أحيانًا أحلامًا مُتكررة.

2) أحلام واضحة

• الحلم الواضح هو عندما لا تُدرك فقط أنك تحلم ولكنك تكون قادرًا على التحكم في ما يحدث أثناء الحلم.
• على عكس أحلامك الأكثر وضوحًا، تحدث الأحلام الواضحة بشكل مُتكرر عندما تكون مُستيقظًا جُزئيًا.

3) الكوابيس

• الكوابيس هي أحلام مُزعجة ناتجة عن التوتر والصدمة والخوف.
• إنهم يميلون إلى جعلك تشعر بالقلق والخوف وأحيانًا لدرجة أنهم يوقظونك.
• على الرغم من أن الكابوس ليس شيئًا يدعو للقلق، إلا أن تكرار الحلم السيئ هو شيء يجب التفكير في علاجه.

ثالثًا: فوائد العلاج بتفسير الأحلام

# هُناك العديد من الفوائد المُرتبطة بالعلاج بتحليل الأحلام، بما في ذلك ما يلي:
1) فهم الحالة المزاجية

• وفقًا للعديد من المُعالجين في الحلم، يُمكن أن تنشأ المشاعر من العقل اللاواعي.
• قد يُفيدك العلاج بالأحلام إذا كُنت تُعاني من حالة مزاجية غير مُستقرة أو عواطف شديدة غير مُبررة.
• "على سبيل المثال" يُمكن أن يُعطيك المُعالج فكرة عما قد تقوله أحلامك عن الأفكار أو المُعتقدات اللاواعية التي تُساهم في هذه المشاعر.
• عندما تكتشف المعاني المُحتملة لحالتك المزاجية وعواطفك، يُمكن للمُعالج أن يُرشدك في حل أي تحديات قد تظهر.
• قد يستخدمون تقنيات من طُرق العلاج الأخرى مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) لعلاج هذه الأعراض أو التحديات أثناء مُناقشتها.
• قد يُطلب منك أيضًا متابعة تتبع المظاهر المُتكررة لمعرفة عدد مرات ظهورها والحالات المزاجية التي تكون فيها عند ظهورها.

2) شرح الرموز

• قد يكون من الصعب تفسير الأحلام بشكل مُستقل بسبب طبيعتها المُجردة.
• قد ترتبط الرموز التي تراها في أحلامك بمعانٍ مُختلفة.
• عندما تصف سردًا لحلم حلمت به، كُن وصفيًا قدر الإمكان.
• وصولاً إلى آخر التفاصيل، فإن أي معلومات يُمكنك تقديمها قد تُساعد مُعالجك في كشف المعنى.
• يسود وجود الرمزية في هذا النوع من العلاج.
• قد تعني رؤية صور معينة أو خوض تجارب مُختلفة في الأحلام شيئًا آخر غير الذي قد تتوقعه.

"على سبيل المثال" فيما يلي المعاني المُحتملة للأحلام المُشتركة:
الطيران: رغبة في الحُرية
ثلج أو عاصفة ثلجية: الشعور بالعُزلة عن مجتمعك
العناكب: خيانة
خسارة المال: الخوف من فقدان القوة
السقوط: الشعور بالخروج عن السيطرة أو عدم الدعم من قبل الفرد
الموت: الشك أو الخوف
- قد تُشير بعض الأحلام مثل (الكوابيس) أيضًا إلى تجارب سلبية سابقة أو علاقات غير صحية.
إذا كُنت تُعاني من كوابيس بسبب حدث صادم، يُمكن أن يُساعدك معالج الأحلام في مُناقشة طُرق الراحة.

3) الإِبداع

• الأحلام التي لديك يمكن أن تُثير إبداعك.
• أبلغ العديد من الأفراد عن أحلامهم بأنها مُجردة وخارج الصندوق.
• إذا كُنت مبدعًا وتشعر بالحيرة في مشروع ما، فيُمكن للعلاج بالأحلام أن يُساعدك.
• يُمكنك تحليل رؤيتك مع مُعالج والخوض في التفاصيل حولها.
• يُمكن أن يُلهمك تتبع أحلامك أيضًا لكتاب تكتبه أو مشروع فني إبداعي ترغب في إنشائه.
• "على سبيل المثال" يرسم بعض العُملاء أحلامهم لفهم رمزهم بشكل أكبر.

4) فهم الكوابيس

• يُمكن للكوابيس أن تعرض أكثر ما يخشاه الأفراد ويرفضونه في حياتهم.
• يُمكن أن يُساعدك تفسير الكوابيس مع مُعالج الأحلام على فهم مخاوفك ومعرفة أي منها يجب أن تستهدفه في العلاج.
• "على سبيل المثال" رُبما تخشى الموت وتحلم باِستمرار بالموت أو فقدان الآخرين.
• يُمكن أن يُساعدك المُعالج في العثور على الأسباب الكامنة وراء هذه المخاوف ومواجهتها من خلال تقنيات علاجية مُحددة.

5) تشجيع العناية الذاتية

• عندما تستيقظ كل صباح وتكتب في دفتر يومياتك أو تسجل حلمك، فإنك تأخذ وقتًا لنفسك.
• يُمكن أن تكون المُشاركة في هذا التمرين شكلاً من أشكال الرعاية الذاتية التي قد تكون لها آثار مُضاعفة طوال حياتك.
• يُمكن أن يظهر التركيز على الرعاية الذاتية لبضع دقائق يوميًا اِهتمامك بإيجاد حلول لتحدياتك.
• إذا كُنت تُشارك في علاج الأحلام، فإن الدقائق القليلة التي تستخدمها لتتبع حلمك عند الاِستيقاظ تسمح لك بالتركيز على نفسك.
• يمنحك نشاطًا للتركيز عليه بعناية مثل "كتابة اليوميات" ويُتيح لك التفكير في اِحتياجاتك.
• لقد وجدت الدراسات أن الكتابة التعبيرية يُمكن أن تحسن الصحة العقلية وأن كِتابة الأحلام هي شكل من أشكال الكتابة التعبيرية.

6) الشعور بالاِنسجام مع نفسك

• يُمكن أن يسمح لك علاج الأحلام بالتأمل الذاتي والتواصل بشكل أعمق مع نفسك.
• عند تحليل الأحلام، فأنت تُحاول الوصول إلى جوهر المُشكلات المُلحة في نفسيتك وهو شكل من أشكال التأمل الذاتي.
• يُمكن أن يُساعدك العلاج بالأحلام في تحديد سبب شعورك بطريقة مُعينة من خلال تشجيع التفكير والتحليل العميق.
• بينما قد تبدأ في البحث بعمق لمعرفة ما تعنيه أحلامك، فقد تجد أكثر من رمزية أو معنى الحلم.
• أن تكون على اِتصال أكثر بأعمق نفسك يُمكن أن يُفيدك في جميع مجالات الحياة.
• قد يُعاني العُملاء من زيادة اِحترام الذات وتحسين التواصل ونوم أكثر راحة نتيجة لذلك.
• يُمكن لمُعالج الأحلام أن يوجهك خلال هذه العملية ويُساعدك على صقل المهارات التي ينطوي عليها تحليل الأحلام.

7) دعم الحزن

• غالبًا ما ينعكس الحزن في الأحلام، سواء كان ذلك بسبب فقدان شخص ما حتى الموت أو إنهاء علاقة طويلة الأمد.
• قد تحلم برؤية الشخص والتحدث معه مرة أُخرى أو قد تراودك كوابيس عن الخسارة.
• قد يعتقد مُحللو الأحلام أن ما يحلم به العميل أثناء الخسارة يُمكن أن يُشير إلى شعوره تجاه الموقف.
• إذا كُنت تحلم بالعيش بسعادة مع من تحب مرة أخرى، فرُبما تُفكر في اِفتقادهم وتذكر المشاعر الإيجابية التي قدموها لك.

رابعًا: هل العلاج بالحلم مُناسب للجميع؟

ليس عليك أن تتورط في العلاج النفسي إذا كُنت مُهتمًا بتفسير أحلامك

• قد لا يكون علاج الأحلام خيارًا مُناسبًا لكل عميل.
• إذا كُنت مُهتمًا بالتواصل بشكل أكبر مع الجانب الباطن من نفسك أو كُنت شخصًا مُبدعًا، فقد تستمتع به.
• ومع ذلك إذا كُنت تبحث عن نهج مُنظم حول مجالات أُخرى للصحة العقلية "فقد لا يفيدك محلل الأحلام".
• يعتقد بعض المُعالجين أن مفهوم تفسير الأحلام ليس نهجًا موثوقًا به.
• "على سبيل المثال" يعتقد العديد من مُقدمي الخدمة أن الأحلام عشوائية وليست مُرتبطة بالمشاعر أو الأحداث أو المعلومات من حياتنا اليقظة.
• هُناك العديد من النظريات حول الأحلام، لذا اِبحث عن مزود يُتبع وجهة نظر تؤمن بها.
• بغض النظر عما تعتقده، هُناك المئات من طُرق العلاج المُتاحة والعديد من الطُرق التي يُمكنك تجربتها.
• أفاد أشخاص من جميع مناحي الحياة بالنجاح في اِستخدام علاج الأحلام.
• إذا كُنت تعتقد أن العلاج بالأحلام قد يكون مُناسبًا لك، ففكر في الاِتصال بمُعالج للحصول على مزيد من الإرشادات.

وخِتامًا,,,, تفسير الأحلام هو مُمارسة حقيقية تم إجراؤها عبر الثقافات لآلاف السنين.
- غالبًا ما يتم مُناقشة صحة تفسير الأحلام والتساؤل، لكن العديد من المُعالجين الموثوق بهم 

يعتقدون أنه يُمكن اِستخدام تفسير الأحلام بشكل فعال لعلاج مريض يُعاني من كوابيس مُتكررة.