هل هُناك علاقة بين مرض السُكري والاِكتئاب المُزمن؟

هل هُناك علاقة بين مرض السُكري والاِكتئاب المُزمن؟

يشعر الجميع بالحزن أو الكأبة من وقت لآخر "إنه جُزء طبيعي من الحياة"
ولكن إذا كانت لديك فترات طويلة من الحُزن والقلق واليأس (فقد يعني ذلك أنك مُصاب بالاِكتئاب).
- إذا كُنت مُصابًا بداء السُكري، فأنت أكثر عُرضة للإصابة بالاِكتئاب.
يُمكن أن يكون مرض السُكري مُرهقًا وهذا يُمكن أن يُسبب فترات طويلة من الشعور بالضعف.
قال ما يصل إلى 40٪ من مرضى السُكري إنهم يُعانون من صحتهم النفسية منذ أن تم تشخيصهم.
حيثُ يشترك الاِكتئاب والسُكري في بعض الأعراض.

يُمكن أن يحدث الشعور بالتعب والنوم كثيرًا وصعوبة التركيز عندما يكون لديك أي من الحالتين.
قد يجعل ذلك من الصعب معرفة ما إذا كانت أعراضك ناتجة عن الاِكتئاب أو مرض السُكري أو كليهما.
- وخلال مقال (هل هُناك علاقة بين مرض السُكري والاِكتئاب المُزمن؟)
سنكتشف المزيد حول العلاقة بين مرض السُكري والاِكتئاب بالإضافة إلى معلومات حول التشخيص والعلاج.

أولاً: هل مرض السُكري يُسبب الاِكتئاب؟

لا يُسبب مرض السُكري الاِكتئاب بشكل مُباشر ولكن طبيعة مرض السُكري يُمكن أن تكون

 عاملاً في الإصابة به.
- إنها حالة صعبة للغاية للتعامل معها كما هي دائمًا وقد يكون ذلك مُرهقًا لا سيما

 مع جميع القرارات الإضافية التي يتعين عليك اِتخاذها بالإضافة إلى الحياة اليومية.
إذا كُنت تُعاني من الاِكتئاب قبل الإصابة بمرض السُكري، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم اِكتئابك.

ثانيًا: ماذا يقول البحث العلمي؟

يُصاب حوالي 17.2٪ من مرضى السكري بالاِكتئاب

*على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث لفهم الرابط بين مرض السُكري والاِكتئاب تمامًا 

فمن الواضح أن هُناك صلة.
- يُعتقد أن التغيرات في كيمياء الدماغ المُرتبطة بمرض السُكري قد تكون مُرتبطة بتطور الاِكتئاب.
"على سبيل المثال" قد يُساهم الضرر الناتج عن الاِعتلال العصبي السُكري أو الأوعية الدموية المسدودة

 في الدماغ في تطور الاِكتئاب لدى مرضى السكري.

*على العكس من ذلك قد تؤدي التغيرات في الدماغ بسبب الاِكتئاب إلى زيادة خطر حدوث مُضاعفات.
-  أظهرت الدراسات أن الأشخاص المُصابين بالاِكتئاب معرضون لخطر أكبر للإصابة

 بمُضاعفات مرض السُكري.
ولكن لم يتم تحديد ما إذا كان الاِكتئاب يزيد من خطر حدوث مُضاعفات أو العكس.
يُمكن أن تزيد أعراض الاِكتئاب من صعوبة إدارة مرض السُكري بنجاح والوقاية من المُضاعفات.

*وجدت دراسة أجريت عام 2011 أن الأشخاص المُصابين بداء السُكري من النوع 2

 ويُعانون من أعراض الاِكتئاب غالبًا ما يكون لديهم مستويات أعلى من السُكر في الدم.
"بالإضافة إلى ذلك" تُشير نتائج دراسة مُنفصلة عام 2011 إلى أن الأشخاص الذين يُعانون 

من كلتا الحالتين أكثر عُرضة بنسبة 82 في المائة للإصابة بنوبة قلبية.

ثالثًا: هل تختلف أعراض الاِكتئاب لدى مرضى السُكري؟

مُجرد مُحاولة التعامل مع مرض مُزمن مثل مرض السُكري وإدارته بشكل صحيح 

يُمكن أن يشعر بالاِرتباك بالنسبة للبعض.
إذا شعرت بالاِكتئاب ولم يهدأ حُزنك في غضون أسابيع قليلة، فقد تكون مصابًا بالاكتئاب.
- وتشمل الأعراض الشائعة ما يلي:

• لم تعد تجد المُتعة في الأنشطة التي كُنت تستمتع بها من قبل.
• تُعاني من الأرق أو النوم لفترات طويلة.
• فقدان الشهية أو الأكل بنهم.
• عدم القٌدرة على التركيز.
• الشعور بالخمول.
• الشعور بالقلق أو التوتر طوال الوقت.
• الشعور بالعُزلة والوحدة.
• الشعور بالحُزن في الصباح.
• الشعور بأنك "لا تفعل أي شيء بشكل صحيح".
• وجود أفكار انتحارية.
• تؤذي نفسك.

يُمكن أن يؤدي سوء إدارة مرض السُكري أيضًا إلى ظهور أعراض مُشابهة لأعراض الاِكتئاب.
"على سبيل المثال" إذا كان مُستوى السكر في الدم مُرتفعًا جدًا أو مُنخفضًا جدًا 

فقد تواجه زيادة في الشعور بالقلق أو القلق أو اِنخفاض الطاقة.
- يُمكن أن يؤدي اِنخفاض مُستويات السُكر في الدم أيضًا إلى الشعور بالاِرتعاش والتعرق

 "وهي أعراض تشبه القلق".
- إذا كُنت تُعاني من أعراض الاِكتئاب، يجب عليك اِستشارة الطبيب.
يُمكنهم مُساعدتك في تحديد ما إذا كان الاِكتئاب هو سبب الأعراض وإجراء التشخيص، إذا لزم الأمر.
يُمكنهم أيضًا العمل معك لوضع خطة علاج تُناسب احتياجاتك على أفضل وجه.

رابعًا: ما الذي يُسبب الاِكتئاب لدى مرضى السُكري؟

من المُمكن أن تؤدي مُتطلبات إدارة مرض مُزمن مثل داء السكري من النوع 2 إلى الإصابة بالاِكتئاب.
قد يؤدي هذا في النهاية إلى صعوبة إدارة المرض.
- يبدو من المُحتمل أن كلا المرضين نتجا ويتأثران بنفس عوامل الخطر التي تشمل:

1. تاريخ عائلي لأي من الحالتين.
2. البدانة.
3. اِرتفاع ضغط الدم.
4. الخمول.
5. مرض القلب التاجي.

ومع ذلك قد يكون اِكتئابك يجعل من الصعب عليك إدارة مرض السكري جسديًا وعقليًا وعاطفيًا.
- يُمكن أن يؤثر الاِكتئاب على جميع مُستويات الرعاية الذاتية.
قد يتأثر النظام الغذائي والتمارين الرياضية وخيارات نمط الحياة الأُخرى سلبًا إذا كُنت تُعاني من الاِكتئاب.
- وهذا بدوره يُمكن أن يؤدي إلى ضعف التحكم في نسبة السكر في الدم.

خامسًا: تشخيص الاِكتئاب لدى مرضى السُكري

الأشخاص المصابون بالاكتئاب أكثر عُرضة للإصابة بمرض السُكري

• إذا كُنت تُعاني من أعراض الاِكتئاب، فعليك مُراجعة الطبيب.
• يُمكنهم تحديد ما إذا كانت أعراضك ناتجة عن سوء إدارة مرض السُكري أو الاِكتئاب أو مُرتبطة بمخاوف صحية أُخرى.
• لإجراء التشخيص، سيقيم طبيبك أولاً ملفك الطبي ويسأل عن أي تاريخ عائلي للاِكتئاب.
• سيقوم طبيبك بعد ذلك بإجراء تقييم نفسي لمعرفة المزيد عن الأعراض والأفكار والسلوكيات والعوامل الأخرى ذات الصلة.
• يُمكنهم أيضًا إجراء فحص جسدي.
• في بعض الحالات قد يقوم طبيبك بإجراء فحص دم لاِستبعاد مخاوف طبية أُخرى مثل "مشاكل الغدة الدرقية".

سادسًا: كيفية علاج الاِكتئاب لمرضي السُكري

يُعالج الاِكتئاب عادةً من خلال مزيج من الأدوية والعلاج.
# فعندما تنشأ نمط حياة معينة قد يُساعد أيضًا في تخفيف الأعراض وتعزيز العافية بشكل عام.
1) الدواء

• هُناك أنواع عديدة من الأدوية المضادة للاكتئاب.
• يتم وصف أدوية مُثبطات اِمتصاص السيروتونين الاِنتقائية (SSRI) ومُثبطات اِمتصاص السيروتونين (SNRI).
• يُمكن أن تُساعد هذه الأدوية في تخفيف أعراض الاِكتئاب أو القلق.
• إذا لم تتحسن الأعراض أو تزداد سوءًا، فقد يوصي طبيبك بدواء مُختلف مُضاد للاِكتئاب أو خطة مُركبة.
• من المُهم معرفة أن بعض الأدوية الموصوفة للاِكتئاب يُمكن أن تُسبب زيادة الوزن وتغيرات في التمثيل الغذائي.
• وقد يكون لبعض الأدوية آثار جانبية أكثر خطورة.
• تأكد من مُناقشة الآثار الجانبية المُحتملة لأي دواء يوصي به طبيبك.

2) العلاج النفسي
يُمكن أن يكون العلاج النفسي المعروف أيضًا باِسم (العلاج بالكلام) دورًا فعالًا 

في إدارة أعراض الاكتئاب أو تقليلها.
هُناك العديد من أشكال العلاج النفسي المُتاحة، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الشخصي.
يُمكن أن يعمل طبيبك معك لتحديد الخيار الأنسب لاِحتياجاتك.
- بشكل عام الهدف من العلاج النفسي هو:

• التعرف على المُحفزات المُحتملة.
• تحديد واِستبدال السلوكيات غير الصحية.
• تطوير علاقة إيجابية مع نفسك ومع الآخرين.
• تعزيز مهارات حل المشكلات الصحية.

3) تغيير نمط الحياة

• يُمكن أن يُساعد التمرين المُنتظم في تخفيف الأعراض عن طريق تعزيز المواد الكيميائية "للشعور بالرضا" في دماغك.
• وتشمل هذه المواد "السيروتونين والإندورفين".
• بالإضافة إلى ذلك قد يؤدي هذا النشاط إلى نمو خلايا دماغية جديدة بنفس طريقة الأدوية المُضادة للاِكتئاب.
• يُمكن أن يُساعد النشاط البدني أيضًا في إدارة مرض السُكري عن طريق زيادة التمثيل الغذائي وإدارة مُستويات السُكر في الدم وزيادة طاقتك وقُدرتك على التحمل.

# وتشمل التغييرات الأُخرى في نمط الحياة ما يلي:

• تناول نظام غذائي متوازن.
• الحفاظ على جدول نوم منتظم.
• العمل على تقليل الضغوطات أو إدارتها بشكل أفضل.
• اِلتماس الدعم من العائلة والأصدقاء.
• إن إدراك خطر إصابتك بالاِكتئاب هو الخطوة الأولى للحصول على العلاج.
• في البداية عليك مُناقشة حالتك وأعراضك مع الطبيب.
• يُمكنهم العمل معك لإجراء التشخيص "إذا لزم الأمر" ووضع خطة علاج مُناسبة لك.
• عادة ما يتضمن العلاج العلاج النفسي وبعض أشكال الأدوية المُضادة للاِكتئاب.

وخِتامًا,,,,, يُمكن أن يتسبب مرض السُكري في حدوث مُضاعفات وتفاقم المُشكلات الصحية

 التي قد تؤدي إلى أعراض الاِكتئاب أو تفاقمها.
- يُمكن أن يؤدي الاِكتئاب إلى قرارات غير صحية تتعلق بنمط الحياة 

مثل (سوء الأكل وقلة التمارين والتدخين وزيادة الوزن) كُل هذه عوامل معروفة لمرض السُكري.
- يُمكن أن يؤثر الاِكتئاب على قُدرتك على إكمال المهام اليومية والتفكير بوضوح 

 بشكل فعال، وكُل ذلك يُمكن أن يتعارض مع قُدرتك على إدارة مرض السُكري بنجاح.
- الأفراد المصابون بداء السُكري لديهم اِحتمالية أكبر لإظهار علامات الاِكتئاب التي تنبع من إدراكهم

 لكيفية تأثير مرض السُكري بشكل سلبي على حياتهم.