إدمان العمل: هل يُمكن أن تؤدي وظيفتك إلى الإدمان؟

هل يُمكن أن تؤدي وظيفتك إلى الإدمان؟

يُمكن أن يكون للمكان الذي تعمل فيه وظروفه والدور الوظيفي ورُبما حتى زُملاء العمل الآخرين 

تأثير هائل على مدى التوتر الذي يُمكن أن تشعر به.
- يُمكنك تعلم طُرق التعامل مع التوتر، ولكن إذا وجدت نفسك غير قادر على التغلب على التوتر 

فقد يؤدي ذلك إلى مُضاعفات سلبية مثل "الإدمان على المخدرات والكحول" للتعامل مع مستويات 

التوتر المُرتفعة.

- وبمقال (إدمان العمل: هل يُمكن أن تؤدي وظيفتك إلى الإدمان؟)

سنكتشف كيف يُمكن لضغط العمل أن يكون سببًا رئيسيًا لإدمان الموظفين بالعمل!!

أولاً: ما هو إدمان العمل؟

غالبًا ما يكون الحفاظ على وظيفة والتقدم في مهنتك التي اِخترتها ضروريًا حتى تتمكن من دفع فواتيرك 

أو الإيجار أو الرهن العقاري، وشراء الطعام.
- إن ضرورة ذهاب العديد من الأشخاص إلى العمل من أجل العيش بشكل مُريح تعني أنه من أجل 

تشخيص إدمان العمل، يجب أن يكون لأي اِنشغال بالعمل تأثير سلبي على جوانب أُخرى من حياتك.
- يتميز هذا الاِضطراب السلوكي بعدم القُدرة على التحكم في الرغبة في العمل بعد ساعات العمل 

المُتعاقد عليها إلى حد أن علاقاتك وأوقات فراغك غالبًا ما تتعرض للخطر، وقد يصفك أفراد الأسرة 

أو الزملاء بأنك "تسعى إلى الكمال" أو "مُدمن عمل".
- قدرت الأبحاث أن حوالي 10% من القوى العاملة الحديثة قد تستوفي معايير تشخيص إدمان العمل.

ثانيًا: ما هو الضغط النفسي؟

قبل أن ندرس كيف يُمكن لمكان العمل أن يؤثر على التوتر، من الأفضل أن نستكشف ما هو التوتر.
- من المُهم أن نُدرك أن التوتر ليس دائمًا أمرًا "سيئًا".
وهذا ما يساعدنا على البقاء؛ لا تضعك الحياة المُعاصرة دائمًا في مواقف تخشى فيها الخطر.
- صحيح أن هُناك تلك اللحظات القريبة في حركة المرور، ولكن بشكل عام من غير المُرجح أن نخاف 

على حياتنا على أساس أسبوعي.
- ومع ذلك، في الماضي، كان البشر يستفيدون من الاِستجابة الجسدية للتوتر في أوقات الخطر.
عندما يشعر شخص ما بالتوتر فإنه يتم وضعه في ما نسميه وضع "الهروب" وهذا نتيجة للإفراز 

المفاجئ لعدد من الهرمونات والتي تشمل:

الأدرينالين: هرمون يفرز في الغدد الكظرية الموجودة داخل الكُلى.
فهو يزيد من مُعدل الدورة الدموية والتمثيل الغذائي والتنفس ويُجهز عضلاتك للمجهود.
الكورتيزول: يفرز في الغدد الكظرية، وله القُدرة على التحكم في مستويات السُكر في الدم 

مما ينظم عملية التمثيل الغذائي.
- كما أن لديه القُدرة على التأثير على تكوين الذاكرة والتحكم في مستويات الملح والماء.
النوربينفرين: يزيد هذا الهرمون من مُعدل ضربات القلب وضغط الدم ويزيد من توافر الجلوكوز.
- كما أنه يوقف عمليات التمثيل الغذائي، وبالتالي يعيد توجيه الطاقة وتدفق الدم من الجهاز الهضمي 

إلى العضلات والدماغ.

ثالثًا: علامات إدمان العمل

ليس كل مُدمني العمل متساوون

يُمكن أن يتطور إدمان العمل إذا كُنت أنت أو أي شخص تعرفه لديه رغبة قوية في تحقيق الكمال 

أو شخصية مدفوعة للغاية.
- في حين يُنظر إلى هذه السمات بشكل شائع على أنها سمات إيجابية، إلا أنها في سياق بيئة العمل 

يُمكن أن تُسبب دورة من العمل القهري من أجل تلبية التوقعات العالية لنفسك وكبار زُملائك في العمل.
- قد يكون من الصعب مُلاحظة الفرق بين الشخص الذي يعمل بجد والشخص الذي يُعاني من إدمان العمل 

الذي يضر بالجوانب الاِجتماعية والعاطفية في حياته، على الرغم من أن علامات الإدمان التالية 

قد تُشير إلى أن لديك علاقة غير صحية مع العمل تتجاوز حدود العمل.
*ببساطة تلبية مُتطلبات الدور الوظيفي:

• التفكير باِنتظام في طُرق لتوفير المزيد من الوقت للعمل، حتى في أيام العطلات.
• تجد نفسك تعمل في وقت متأخر من الليل أو تقوم بعمل إضافي في المكتب، بما يتجاوز ما كُنت تقصده في البداية.
• الاعتقاد بأن العمل يساعد في تقليل أعراض التوتر العاطفي أو القلق أو العجز أو الاكتئاب.
• تجاهل طلبات الأحباء أو زملاء العمل لتقليل حجم العمل الذي تقوم به.
• تُعاني من أعراض التوتر أو تُصبح سريع الاِنفعال إذا لم تكُن قادرًا على العمل لفترة طويلة من الزمن.
• تُصبح الهوايات مثل مُمارسة الرياضة أو الأنشطة الترفيهية مع العائلة والأصدقاء أقل أهمية من إكمال مهام العمل.
• لقد أثر العمل بشكل مُفرط سلبًا على صحتك العامة ورفاهيتك.
• إذا كنت قلقًا من أن أحد أحبائك مُرهق بالعمل وقد تظهر عليه علامات إدمان العمل، فقد يكون من الأسهل أحيانًا اكتشاف عواقب إدمان العمل على صحته العقلية والجسدية.

إذا لاحظت واحدة أو أكثر من هذه العلامات وتعتقد أنها مرتبطة بالرغبة في العمل 

فعليك أن تنصح الشخص بطلب المساعدة والدعم المهني في أقرب وقت مُمكن.

رابعًا: ما الذي يُسبب إدمان العمل؟

كما هو الحال مع العديد من أشكال الإدمان، لا يوجد سبب مُحدد لإدمان العمل، على الرغم من أنه 

يعتقد أنه مُرتبط بمجموعة من العوامل، والتي يُمكن أن تشمل:

علم الوراثة: أشارت الأبحاث التي أجريت على العديد من أشكال الإدمان إلى أن السمات الشخصية 

الموروثة قد تكون لها دور في اِحتمالية إدمانك على العمل.
- يُعتقد أن الوراثة وكيمياء الدماغ تلعبان دورًا في أن تُصاب بإدمان من أي نوع، والذي يتحد 

مع التأثيرات البيئية والاِجتماعية لتحديد مدى اِحتمال أن يبدأ الإكراه في العمل في التأثير على حياتك.

البيئة والتنشئة الأسرية: في حين أن أخلاقيات العمل الجيدة هي دائمًا سمة قيمة يجب أن تمتلكها 

فإن تنشئة عائلتك وموقفهم من العمل بشكل عام يُمكن أن يكون له تأثير على ما إذا كان من المُحتمل 

أن تعمل فوق طاقتك لاحقًا في الحياة.
"على سبيل المثال" إذا كان والديك يُركزان كثيرًا على أهمية العمل والنجاح أو غالبًا ما يعملان 

لساعات طويلة، فقد تتعلم سمات مُماثلة وتعتقد أن العمل على مدار الساعة أمر طبيعي ومتوقع.

خامسًا: كيف نتخلص من إدمان العمل؟

يتضمن علاج المرضى الداخليين لإدمان العمل رعاية ودعمًا على مدار 24 ساعة. 

هذه البيئة الآمنة والداعمة هي الطريقة الأكثر فعالية لفصل عقلك وجسمك عن إدمانك 

وتتضمن خطة علاجية شاملة يُشارك فيها فريق مُتعدد التخصصات من الأطباء النفسيين والمُعالجين. 

- قد يوصى أيضًا بالعلاج السكني لإدمان العمل إذا كنت تعاني من حالات صحية عقلية مصاحبة 

مثل القلق أو الاِكتئاب والتي قد تكون ناجمة عن إكراهك على العمل بشكل مُفرط أو تفاقمت.

- إذا كُنت تُعاني من إدمان العمل، فقد لا تحتاج إلى نفس مستوى العلاج الذي يحتاجه الشخص المُدمن 

على المخدرات؛ ومع ذلك من المُمكن أن تحتاج في البداية إلى برنامج إعادة تأهيل للمرضى 

الداخليين أو الخارجيين لإدارة السلوك.
- في حين أن برنامج إعادة التأهيل أكثر شيوعًا في حالات إدمان المخدرات والكحول، إلا أنه يُمكن 

أيضًا مُساعدة إدمان العمل الشديد من خلال هذا النهج المُكثف. 

- يتطلب علاج المرضى الداخليين منك البقاء في المنشأة أثناء فترة التعافي. 

يسمح لك العلاج في العيادات الخارجية بالعيش في المنزل أثناء حضور الدروس والاِستشارة خلال النهار.

وخِـتامًا,,,, إن إدمان العمل هو حالة صحية عقلية حقيقية.
- غالبًا ما ينبع من حاجة قهرية لتحقيق المكانة والنجاح أو الهروب من التوتر العاطفي.
غالبًا ما يكون إدمان العمل مدفوعًا بالنجاح الوظيفي.
- وهو أمر شائع لدى الأشخاص الذين يوصفون بأنهم يسعون إلى الكمال.
وهذا يقودهم إلى الاِستمرار في تكرار السلوك الذي يمنحهم هذا الاِرتفاع.
- قد لا يتمكن الأشخاص الذين يُعانون من إدمان العمل من التوقف عن هذا السلوك 

على الرغم من الطُرق السلبية التي قد يؤثر بها على حياتهم أو صحتهم الجسدية أو العقلية.