هل عقلك الباطن هو المُسيطر على حياتك؟

هل عقلك الباطن هو المُسيطر على حياتك؟

يتمتع عقلك الباطن بقُدرة هائلة على التحكم في تجارب حياتك؛ بدءًا من أنواع الطعام الذي تتناوله 

وحتى التصرفات التي تقوم بها كل يوم، ومستوى الدخل الذي تكسبه وحتى كيفية تفاعلك مع المواقف.
"كُل جُزء منه يسترشد بمُعتقداتك وتفسيراتك اللاواعية".

باِختصار، عقلك الباطن يشبه ميزة الطيار الآلي في الطائرة.
- لقد تمت برمجته مُسبقًا لاِتباع طريق مُعين ولا يُمكنك الاِنحراف عن هذا المسار إلا إذا قُمت 

بتغيير الاِتجاهات المبرمجة فيه أولاً.
- وبمقال (هل عقلك الباطن هو المُسيطر على حياتك؟)

سنعرف الفرق الرئيسي بين عقلنا الواعي وعقلنا الباطن، ومن منهما هو المُسيطر علي حياتنا 

وهل يُمكننا أن نتحكم في العقل الباطن أم لا!!

أولاً: ما هو العقل الباطن؟

قد يكون لديك الكثير من الأمنيات التي تجري في عقلك الواعي، ولكن إذا لم يكن عقلك الباطن موجودًا 

فلن تتمكن من تحقيق أي شيء بعد.
- العقل الباطن "subconscious mind" هو ذلك الجزء من الدماغ الذي يعمل تحت مستوى الوعي 

المُعتاد عندما تكون مُستيقظًا. 

عندما تأكل أو تشرب أو تعمل أو تقرأ، فإن هذا هو عقلك الواعي. 

(يُمكنك فهم معنى كل شيء حولك في عقلك الواعي).

- العقل الباطن مشغول بالعمل خلف هذه الكواليس؛ فهو يأخذ المعلومات ويخزنها على مستوى أعمق. 

فهو يمتص كل جزء من المعلومات من محيطك مثل الإسفنجة. 

"يبدأ هذا في التطور عندما تكون رضيعًا".

ثانيًا: العقل الواعي مُقابل العقل الباطن

كيف يختلف العقل الواعي عن العقل الباطن؟

يعمل عقلك الواعي على تعزيز الوعي ببيئتك، وعواطفك وأفكارك الحالية 

بالإضافة إلى الأحاسيس الجسدية في جسمك.

- يُقدم عقلك اللاواعي أي معلومات تقع تحت نطاق وعيك الحالي.
عقلك الباطن يضم مخاوفك وقلقك وذكرياتك ومعتقداتك، وما هو حقيقي بالنسبة لك. 

"عقلك الباطن قوي جدًا لدرجة أنه يُمكنه تجاوز وعيك لتوجيه مسار حياتك".
لهذا السبب عليك أن تتعلم كيفية اختيار ما تعتقده. 

أفكارك الواعية واللاواعية تحدد عاداتك (الواقع الحالي).

يؤكد قانون الجذب أنه يُمكنك تحديد واقعك الحالي وجذب النجاح إلى حياتك وعملك وأموالك 

وعلاقاتك وصحتك من خلال اختيار أفكارك.
- يؤثر عقلنا الباطن على مُُعظم قراراتنا واِختياراتنا وأفكارنا. 

إنه ينظم ما لا يقل عن 95٪ من الاِختيارات التي نتخذها كل يوم. 

- هل تتذكر أنه لم يكن عليك التفكير قبل اتخاذ بعض هذه الإجراءات؟ وكانت تلك الردود تلقائية. 

يقوم عقلك الباطن بتسجيل لقاءاتك، تمامًا مثل يومياتك.

العادات اللاواعية التي تقوم بتكوينها يُمكن أن تكون عادات إيجابية أو عادات سلبية. 

- يُمكن أن يكون لديك عادات سيئة تظهرها دون التفكير فيها. 

من الأمثلة على ذلك قضم أظافرك عندما تكون متوترًا، أو تحويل العدوان عندما تكون تحت الضغط 

أو الإفراط في تناول الطعام في البوفيه.
*هل تتذكر أنك قمت بهذه السلوكيات السلبية دون أن تتعرف عليها؟ هذه هي قوة عقلك الباطن.

ثالثًا: هل يُمكنك تغيير عمل عقلك الباطن؟

• كونك شخصًا بالغًا الآن، قد تُحاول التخلص من هذه الأفكار السلبية من عقلك وتصفية الأفكار الإيجابية فقط. 
• لكن الأمر ليس بهذه البساطة. 
• لقد مرت سنوات من البرمجة التي خزنت كل جزء من الأفكار الإيجابية والسلبية في عقلك الباطن.
• عقلك الباطن هو العنصر الحاسم لنجاحك. 
• لذا، هل يمكنك تغييره الآن؟ نعم بالطبع! أنت بحاجة إلى إعادة برمجة عقلك.
• إذا كُنت تريد حقًا أن تعيش الحياة التي تُريدها، فقد حان الوقت للاِنطلاق في العمل. 
• لقد حان الوقت لتحديد نواياك والاِلتزام بها والإيمان بها. 
• لديك القُدرة على تحقيق كل ما تريد. 
• السيطرة على عقلك وجعله يعتقد أنك تحقق كل ذلك.

رابعًا: (8) طُرق لإعادة برمجة عقلك الباطن

هل يُمكن برمجة العقل الباطن؟

قد يستغرق الأمر شهرًا لإعادة برمجة عقلك أو حتى فترة أطول. 

- يعتمد ذلك على مدى عمق ترسيخ مُعتقداتك. 

*ألقِ نظرة على بعض الطرق التي يُمكن أن تُساعدك في إعادة برمجة العقل الباطن:

1. تُحيط بالإيجابية
أحط نفسك بالأفكار والمُعتقدات الإيجابية. 

أحط نفسك بأشخاص يتمتعون بعقلية إيجابية ويعتقدون أن أي شيء يُمكن تحقيقه. 

يمتص العقل الباطن المعلومات باِستمرار ويستمد منها المُعتقدات. 

تجنب مُشاهدة الأخبار السامة والبقاء مع الأشخاص السلبيين "لا تحقن ذرة من السلبية بداخلك".

2. تصور
عقلك الباطن يؤمن بما تتخيله. 

- يشعر العقل أن هذا يحدث بالفعل، وهكذا يتجلى في الواقع. 

تذكر أن النجاح يعتمد دائمًا على قوة إيمانك.

- لا تصور السلبية أو الخوف أو الغضب حيث أن العقل الباطن سوف يعتقد أن هذه الأمور صحيحة. 

- بدلًا من ذلك، تصور فقط الأشياء الإيجابية واِبعث مشاعر قوية عندما تتخيل مثل هذه الأشياء الرائعة. 

اِسمح للمشاعر الإيجابية من السعادة والحب والفرح بالتدفق عبر عقلك.

3. التعبير عن الاِمتنان
تدرب على التعبير عن الامتنان لكل ما لديك. 

- هذا يجعلك في عقلية الوفرة، يعتقد عقلك أن لديك بالفعل ما تريد. 

هذه المُمارسة المتمثلة في تجديد أسلاك الدماغ تزيل النقص في العقلية وتؤمن بكل ما يُمكن أن تمتلكه.

4. ضبط الإيقاع
يُمكنك ضبط إيقاعات بكلتا الأذنين وهي تسجيلات صوتية تهدف إلى تغيير تردد الدماغ. 

- تخلق هذه النبضات المزيد من التقبل عن طريق إعادة برمجة دماغك.

5. التأمل
تعكس أكثر على نفسك من خلال التأمل. 

اِقض وقتًا مع نفسك فقط في التركيز على الحياة التي تريدها حقًا. 

اِجعل نفسك تعتقد أنه يمكنك حقًا أن تكون الشخص الذي تُريد أن تكونه.

6. التأكيدات
تثبيت التأكيدات الإيجابية في اللاوعي الخاص بك. 

- اِبق في الحاضر بينما تقول هذه التأكيدات بشكل مُتكرر. 

قُم بتلاوة هذه الكلمات أكبر عدد مُمكن من المرات من خلال الإيمان بها. 

عندما تردد التأكيدات، قُم بإصدار اهتزازات عالية.

7. اِبتعد عن السلبية قبل النوم
العقل الباطن يعمل بقوة عندما تكون نائماً. 

- قبل الذهاب إلى السرير، تأكد من أنك في حالة ذهنية هادئة وإيجابية. 

يحدث هذا عندما يلتقط عقلك المعلومات ويحولها إلى واقع عندما تكون نائمًا. 

 تأمل قليلاً قبل الذهاب إلى السرير.

8. اِستمر في العمل نحو هدفك
- لا يوجد حلم يمكن تحقيقه دون جهد. 

لذلك بينما تعمل على إعادة برمجة العقل الباطن، يجب أن يعتقد أيضًا أنك تعمل على تحقيق ذلك.

خامسًا: كيف تعرف ما إذا كانت جهود إعادة البرمجة ناجحة؟

إن عقولنا الباطنة هي "المصانع الداخلية" التي لا يُمكننا الوصول إليها جسديًا. 

لذلك على الرغم من أنك تبذل جهودًا حثيثة لإعادة برمجة عقلك الباطن، إلا أنه لا توجد طريقة يُمكنك 

من خلالها تفكيكه وتحليل ما لا يزال ينقصك وأي جُزء منه يحتاج إلى المزيد من العمل.
- لذا فإن السؤال الأكثر شيوعًا الذي يطرحه معظم الناس هو 

"كيف أعرف ما إذا كانت جهود إعادة البرمجة ناجحة؟"
- الجواب الأسهل على ذلك هو الوعي الذاتي. 

عندما يكون لديك عقل لاواعي ضعيف، فمن المُرجح أن تُحاكي أنماط التفكير التدميرية الذاتية 

وتوبيخ نفسك باِستمرار بدلاً من رفع نفسك.
- إن الإحساس القوي بالوعي الذاتي يسمح لك بالتحكم في هذه السمات ومنعها من تخريب جهودك 

لتعزيز عقلك الباطن.
*وفيما يلي بعض العلامات التي تُشير إلى أن إعادة البرمجة تؤتي ثمارها:

1. إحساسك بالثقة بالنفس والسعادة في اِزدياد واِستقرار.
2. أنت لا تعزل نفسك عن منطقة الراحة الخاصة بك، وبدلاً من ذلك على اِستعداد لاِغتنام الفُرص.
3. رؤيتك وأهدافك في الحياة واضحة ومُثيرة.
4. يتم تقليل صراعاتك الداخلية إلى الحد الأدنى، وتشعر بأن عقلك في سلام.
5. عندما تعمل على إعادة برمجة عقلك الباطن، سيكون لديك شعور بالنمو والتطور الشخصي وهو ما سيُشير إلى تحول إيجابي في حياتك.

وخِـتامًا,,,, عقلك الباطن قادر على توجيه تجاربك في الحياة. 

فهو يؤثر على قراراتك وعاداتك اليومية بما في ذلك الملابس التي ترتديها 

والطعام الذي تتناوله، وردود أفعالك تحت الضغط دون أن تُلاحظ ذلك.
- على الرغم من قوة العقل الباطن، لا يزال بإمكانك تغيير عاداتك إذا تعلمت 

أن تكون أكثر وعيًا بأفعالك، وتتصور ما تُريده لنفسك وتتحكم في بيئتك بحكمة.