هل يولد التيم ليدر الناجحين أم يُصنعون؟

هل يولد التيم ليدر الناجحين أم يُصنعون؟

هل يولد القادة ام يُصنعون؟ هذا هو أحد الأسئلة الأكثر شيوعًا حول القيادة.
- أثبتت الأبحاث التي أجراها عُلماء النفس أن قادة فريق العمل، بشكل عام "يُصنعون في الغالب" 

وبأفضل التقديرات التي تُقدمها الأبحاث هي أن القيادة تولد حوالي ثُلثها ويتم صُنع ثلثيها.

إن القُدرة على قيادة وتحفيز وتوجيه مجموعة من الأشخاص بشكل فعال - سواء كان ذلك 

في مجال الأعمال أو الرياضة أو السياسة - تتطلب مجموعة مُعقدة للغاية من المهارات والتي يتم 

اِكتسابها في الغالب من خلال الخبرات والتطوير الذاتي بالإضافة إلى الوصول إلى التدريب اللاحق.

- إن توقع أن يولد شخص ما كقائد كامل ومُتكامل يتمتع بالقُدرة على التأثير على فريقه وتوجيهه 

ليس له معنى بُناءً على ما نعرفه عن ديناميكيات المجموعة.
*وبمقال (هل يولد التيم ليدر الناجحين أم يُصنعون؟)

سنقوم بمُقارنة مفهوم القادة المولودين مُقابل مفهوم القادة المُصنعين بينما نُناقش أيضًا كيفية 

تطور هذه المُعضلة عبر التاريخ.

أولاً: ماذا يعني أن تكون قائداً بالفطرة؟

القادة بالفطرة "Born leaders" هُم أشخاص لديهم قُدرة فطرية على إدارة وقيادة مجموعات 

من الناس بشكل فعال لتحقيق الأهداف الجماعية.
-  فبدلاً من أن يتعلموا كيف يُصبحوا قادة فعالين، فإنهم يمتلكون القدرة الغريزية على إلهام الآخرين 

وتشجيعهم على اِتباع رؤيتهم.
- يشعر الموظفون براحة أكبر في قبول التعليمات والثقة في القادة بالفطرة.
يُمكن للقادة المولودين تحسين قيادتهم باِستمرار من خلال تحديد مهارات جديدة لتطوير ومُمارسة 

أساليب الإدارة المُختلفة.

ثانيًا: (6) صفات لقائد فريق العمل المولود

يبدو أن بعض الأفراد يرثون سمات تُساعدهم على النجاح كقادة لفريق العمل

*فيما يلي (6) صفات للقائد المولود:
1) يجدون المعنى والهدف في عملهم
يُظهر القادة بالفطرة شغفًا حقيقيًا بعملهم، إنهم يتبعون أحلامهم ويعيشون وفقًا لمثلهم العُليا. 

- وبإحساس كبير بالهدف، يفهمون أن عملهم ذو معنى وأهمية. 

يتمتع القادة المولودون أيضًا بالقدرة على إلهام الآخرين بنفس الهدف. 

فهي تُساعد أعضاء الفريق على فهم كيف يُساهم عملهم في نجاح الشركة، مما يزيد من حافزهم.

2) إنهم مستمعون رائعون
يولي القادة المولودون اهتمامهم الكامل للمتحدث أثناء المحادثة. 

- إنهم جيدون في الحفاظ على التواصل البصري والتعبير عن لغة الجسد المنفتحة. 

عندما يردون عليك، لن يحولوا المحادثة إلى ما يريدون التحدث عنه. 

سوف يستجيبون بشكل مدروس ويطرحون أسئلة للتوضيح عند الحاجة. 

القادة العُظماء لديهم اهتمام حقيقي بأفكار الآخرين.

3) إنهم لا يرهقون أنفسهم
يعرف القادة الناجحون للغاية أن التوازن بين العمل والحياة أمر مهم. 

إنهم يخصصون وقتًا خارج الأنشطة الشخصية للعمل. 

- إن تخصيص الوقت لأنفسهم يساعدهم على تحقيق المزيد أثناء وجودهم في العمل. 

وبما أنهم يدركون أهمية التوازن الصحي بين العمل والحياة، فلن يرهقوا أعضاء فريقهم. 

إنهم يشجعون الآخرين على أخذ بعض الوقت من العمل عندما يحتاجون إليه. 

إن معرفة الوقت الذي يحتاج فيه الموظفون إلى اِستراحة يدل على أنهم يهتمون حقًا برفاهيتهم.

4) يتعلمون أشياء جديدة باِستمرار
القادة العُظماء لديهم رغبة فطرية في التعلم. إنهم لا يحتاجون إلى مكافآت لتعلم مهارات جديدة 

لتحسين أنفسهم، ويطرحون الأسئلة بانتظام عندما يريدون معرفة المزيد حول موضوع معين. 

- يستمتع القادة بالفطرة بالتعرف على مجالات مختلفة من العمل لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم المُساهمة 

في تحقيق هدف أو غاية.
- إنهم يشجعون الآخرين على تعلم المزيد لمساعدتهم على التفوق في حياتهم المهنية. 

عندما يسأل أحد الموظفين عن الفرص المختلفة داخل الشركة، فإن القائد بالفطرة حريص 

على إيجاد طرق ليتعلموا المزيد عن المنصب ويمنحهم الأدوات التي يحتاجونها لتحقيق النجاح.

5) لديهم الثقة بالنفس
الثقة بالنفس أمر أساسي للقيادة الفعالة. إن اتخاذ القرارات عندما تكون هناك حالة من عدم اليقين أمر 

لا مفر منه "والقادة الجيدون يتحملون المسؤولية عند اِختيار نتيجة غير مؤكدة".
- يجب أن يكون القادة قادرين على إعطاء الناس إجابات وتوجيهات واضحة. 

- يعرف القادة بالفطرة أنهم قادرون على تحقيق الأهداف، لذلك يثقون في حدسهم عندما يحتاجون 

إلى الاختيار. 

الثقة بالنفس تطمئن الموظفين بأنهم يفعلون الشيء الصحيح وتساعدهم على الإيمان بمهام الشركة 

ومثلها العُليا.

6) إنهم يوحدون الموظفين
يتمتع القادة بالفطرة بقدرة طبيعية على الانضمام إلى الموظفين في قضية أو هدف مشترك. 

- وهم يعرفون كيفية التأثير على الآخرين لمشاركة هدفهم، ويشجعون الآخرين باستمرار 

على تحقيق الهدف. 

- وبعد إقناع الآخرين بالسعي لتحقيق رؤية مشتركة، فإنهم يحددون الخطوات التي توضح 

بالتفصيل كيفية مساهمة كل عضو، والحفاظ على الإنتاجية. 

- وعندما ينشأ نزاع، يمكنهم التوسط بسهولة في الموقف من خلال التعرف على وجهات نظر 

كل موظف والتوصل إلى اتفاق متبادل.

ثالثًا: كيف يتم صُنع القادة؟

لقد بدأ الكثير من الناس يعترفون بأن معظم القادة يُصنعون ولا يُولدون. في حين أن الانجذاب الطبيعي 

للقيادة موضع تقدير دائمًا، فإن العديد من الموظفين يحتاجون إلى مُمارسات مُتسقة وموارد لبناء 

المهارات ليصبحوا قادة موهوبين.
- قد تكون هناك عدة أسباب لدعم فكرة صنع القادة، لكننا توصلنا إلى أهم الأسباب التي تدفعك لتعزيز 

دعم وتطوير القيادة في مؤسستك. 

*فيما يلي (5) أسباب وراء صُنع القادة وليس ولادتهم:

السبب الأول: القادة يأتون بجميع الأشكال والأحجام
لا يبدو جميع القادة متشابهين أو يتبعون نوعًا معينًا. 

- يتمتع القادة الأكثر نفوذاً في العالم بنقاط قوة وخصائص مختلفة تجعلهم متميزين عن بعضهم البعض 

وتُساعدهم في صناعاتهم المحددة. من أنواع الشخصيات المختلفة إلى المهارات والمعرفة الخاصة 

يفهم القادة كيفية التأثير على الأشخاص من حولهم، على الرغم من أن نوع تأثيرهم يختلف 

من شركة إلى أُخرى.

• لا يزال الكثيرون يعتقدون أن المنفتحين هم أفضل القادة. 
• ومع ذلك، فإن العديد من الانطوائيين لديهم القدرة على القيادة الممتازة في الأعمال التجارية. 
• يُمكن لبعض الأشخاص أن يكونوا إداريين، ويتعاملون مع التفاصيل الصغيرة ويتذكرون المعلومات المهمة جيدًا. 
• ويستمتع آخرون بالجانب الاستراتيجي للقيادة، حيث يتواصلون مع أعضاء فريقهم ويشجعونهم على متابعة الفرص الفريدة أو تعزيز مهمة الشركة.
• سواء كان القائد استراتيجيًا أو إداريًا أو علائقيًا، فإن تطوره الشخصي يمكن أن يؤثر على فعاليته.
• في حين أن تربيتك الطبيعية يمكن أن تؤثر على كيفية قيادتك، فإن التطوير والممارسة يعززان قدراتك القيادية وأسلوبك.

السبب الثاني: تجربة الحياة والعمل تُعلم القيادة
في كثير من الأحيان، تحدد تجارب حياة الشخص وعمله مدى نجاحه كقائد. 

- وقد يؤثر ذلك بشكل إيجابي على قدرتهم كقائد إذا مروا بظروف شخصية أو عمل صعبة. 

يُعد التعلم طوال الحياة أمرًا بالغ الأهمية عند اتخاذ قرار بقيادة الآخرين. 

يُمكن أن يساعدك التغلب على تحديات الحياة على تعلم كيفية اتخاذ قرارات جيدة 

ومُساعدة الآخرين على اتخاذ قرارات أفضل.
- يُمكنك أيضًا أن تصبح قائدًا جيدًا من خلال مشاهدة القادة المشهورين أو المؤثرين. 

شاهد كيف تغلبوا على الشدائد والتحديات واجمع رؤى قيمة يمكنك نقلها إلى فريقك. 

أفضل القادة تعلموا من الحياة ونضجوا عاطفيا وفكريا وهم يدركون أن البحث عن تجارب جديدة 

يُمكن أن يؤثر على مهاراتهم ويؤثر على الشركة.

السبب الثالث: يحتاج القادة إلى المُمارسة والتدريب
سبب آخر لتكوين القادة هو أن العديد من القادة يتم تطويرهم من خلال الممارسة المُستمرة 

والتدريب المُخصص. 

عند مُمارسة القيادة الجيدة، يفكر الكثيرون في وظيفتهم الأولى أو تجربتهم الأولى في إدارة الفريق.
- سوف يتعلم القادة العظماء من خلال كل تجربة لديهم، بغض النظر عن مدى ضآلة أهميتها. 

توفر لهم وظائفهم السابقة وفرصهم القيادية المعرفة التي يحتاجونها للنجاح في مكان آخر.
ويتم تحسين القيادة أيضًا من خلال تعلم وممارسة المعارف والمهارات الجديدة مع وجود الاِنضباط 

لمواصلة الممارسة حتى يحدث اختراق. 

أفضل القادة يدركون مهاراتهم الحالية والعملية اللازمة لتحسينها. 

يفهم القادة المندفعون حدودهم ويعملون بجد لتجاوز تلك الحدود وتبني مناصب قيادية صعبة.

• ويعتمد القادة أيضًا على التدريب المخصص طوال حياتهم لتحقيق النجاح. 
• يُمكن أن يكون هؤلاء المدربون أي شخص من المعلمين أو الموجهين أو المشرفين أو المدربين الذين ساعدوك على تعلم ما تعرفه اليوم. 
• في كثير من الحالات، يتم تطوير القادة من خلال تشجيع الآخرين وتدريبهم بدلاً من القدرات الطبيعية لقلة مختارة. 
• يفهم معلم القيادة الجيد كيفية تدريب طلابه أو المتدربين على القيادة بشكل جيد.
• إن جودة هؤلاء المعلمين لا تقل أهمية. يجب أن يفهموا أنه قد يكون من الصعب على القادة الجدد الاستماع إلى التعليقات أو تلقي النقد، ويمكنهم تشجيع الآخرين على اعتناق التواضع وممارسة تلقي النقد البناء. 
• من خلال العثور على مدرب تثق به، يمكن لأي شخص تطوير مهاراته القيادية واستخدامها لتحقيق النجاح.

السبب الرابع: القيادة تحتاج إلى غرض وسياق
يحتاج الكثير من القادة إلى هدف لكي تزدهر مهاراتهم القيادية. 

قد ينجح الآخرون على وجه التحديد في السياقات أو الصناعات التي يشعرون فيها براحة واطلاع أكبر.

• إن فهم سبب رغبتك في القيادة سيحدد أيضًا مدى نجاح النتيجة. 
• يُريد القادة الجيدون تحقيق هدف أو مهمة، بينما قد يستمتع الآخرون بالاهتمام أو يسعون للسيطرة على الآخرين، ولهذا السبب تكون القيادة أكثر من مُجرد الرغبة الطبيعية أو الرغبة في القيادة.
• جعل القادة يفهمون التوازن بين مهمتهم والدور الذي يجب أن يلعبوه في هذا الهدف. 
• إنهم يدعمون الشركة والموظفين من خلال مساعدتهم على تحقيق أهدافهم ونشر قيمهم للعُملاء. 
• وكما يحتاج القادة إلى هدف لتحقيق النجاح، يحتاج البعض أيضًا إلى بيئات محددة لتحقيق النجاح. 
• الوضع المثالي هو الوضع الذي يشعر فيه القائد بأنه مناسب لبيئته الحالية ولديه المعرفة والمهارات اللازمة لتحقيق مهمته.

السبب الخامس: يُمكن للقادة أن يمتلكوا التعاطف
يعمل بعض الأشخاص على افتراض أن جميع القادة الجيدين هم متحدثون رائعون أمام الجمهور 

ويتمتعون بشخصيات كاريزمية ومُنفتحين للغاية. 

- ومع ذلك، لا يجب أن يكون هذا هو الحال، وهو ليس كذلك في كثير من الأحيان. 

في حين أن المنفتحين قد يمتلكون موهبة التعامل مع الآخرين، إلا أن الانطوائيين يُمكنهم القيادة 

بسهولة مثل أي شخص آخر "سواء كانوا منطوين أو منفتحين" كان على العديد من القادة تطوير 

ذكائهم العاطفي مع مرور الوقت، مما يؤكد أن القادة يُصنعون ولا يولدون.

• يُمكن للأشخاص الأذكياء عاطفياً استخدام مشاعرهم لتحفيز أنفسهم والآخرين. 
• يُمكنهم فهم مشاعر أعضاء فريقهم والتخطيط للمهام والمهارات وفقًا لذلك، كما يسمح الذكاء العاطفي للقادة بتكوين روابط مقصودة مع أشخاص آخرين، والتواصل على مستوى قد لا يتمكن القادة الآخرون من تحقيقه.
• في حين أن الذكاء المرتفع غالباً ما يرتبط بالقادة العُظماء، إلا أن الكثيرين يتجاهلون الذكاء العاطفي كعامل دافع للقيادة الممتازة. 
• من خلال فهم أفكار ومشاعر أعضاء فريقك، يمكنك تعلم كيفية حل النزاعات بشكل أفضل أو رفع الحافز بين الموظفين. 
• ستتمكن أيضًا من التصرف بشكل احترافي في البيئات الاجتماعية أثناء قراءة الغرفة لمشاعر مختلفة.

رابعًا: كيفية تحسين المهارات القيادية؟!

ومن خلال تحسين المهارات المناسبة، يمكنك أن تتعلم كيف تصبح قائدًا أفضل. 

*اِتبع هذه الخطوات لتتعلم كيفية تطوير مهارات القيادة الجيدة:

- مُمارسة مهارات القيادة: في كل مرة تتفاعل فيها مع موظفيك، تعد فرصة لتحسين مهاراتك القيادية. 

التركيز على قدرات مثل الاستماع النشط والتعاطف والتفكير النقدي وحل النزاعات. 

يُمكنك أيضًا إنشاء قائمة بالمهارات التي ترغب في تحسينها وبذل الجهد لممارستها.

- حدد أسلوب قيادتك لتطوير المزيد من الوعي الذاتي عند القيادة: قد تكون بعض أساليب القيادة 

أكثر فعالية، أنت تعتمد على شخصيتك وثقافة الشركة. 

في كثير من الحالات، يؤدي المزج بين أساليب القيادة إلى تحقيق أفضل النتائج.
- قُم بتطوير رؤية واضحة تلهم موظفيك: يجب أن تشمل رؤيتك قيمك الأساسية والهدف العام للشركة. 

لتعزيز رؤيتك، قم بإنشاء بيان رؤية مكون من جملة أو جملتين. 

إن إضافة بيان رؤيتك في دليل الموظف وعلى موقع شركتك على الويب يذكّر الموظفين بهدفهم 

مما يزيد من دافعهم.
- اِبحث عن مرشد أظهر قدراته القيادية: سيقدمون لك النصيحة أو يشاركونك ما تعلموه على مر السنين. 

اِسألهم عن الصعوبات التي واجهوها وكيف قاموا بحلها. 

يجب أن يكون معلمك بمثابة دليل طوال حياتك المهنية.

وخِــــتامًا,,,, هل يولد القادة ام يُصنعون؟

لا توجد إجابة محددة لهذا السؤال، حيثُ يعتقد بعض الناس أن القادة يولدون بصفات 

مثل الكاريزما والتعاطف والثقة بالنفس ويعتقد آخرون أن القادة يستغرقون 

وقتًا وجهدًا كبيرين لتطوير المهارات المناسبة.

- يمتلك القادة بالفطرة صفات معينة تجعلهم أكثر فعالية. 

إنهم يتمتعون بشخصية كاريزمية، وواثقين من أنفسهم، وأذكياء ويتمتعون بوعي اِجتماعي. 

ستُلاحظ أنهم ينسجمون بشكل طبيعي مع الآخرين ويجيدون حل النزاعات.