الجانب المُظلم من اِتباع شغفك الذي لم يُخبرك به أحد من قبل!!

لماذا تُعتبر نصيحة اِتبع شغفك نصيحة مهنية سيئة؟

غالبًا ما يُوصف اِتباع شغفك بأنه أفضل طريقة للعثور على عمل هادف ونجاح وظيفي على المدى الطويل.
لقد سمعنا جميعًا عبارة "اِتبع شغفك"، ولكن هل هي مُفتاح الحياة المهنية الناجحة؟
- الشغف لا يُساوي دائمًا النجاح أو حتى الأمان المالي، حيثُ يتطلب الأمر العمل الجاد والتفاني والمثابرة 

لتحقيق النجاح في أي مجال بغض النظر عن مدى شغفك به.

لقد فشل العديد من الأشخاص بعد القفز إلى شيء كانوا شغوفين به فقط ليكتشفوا أن مهاراتهم لم تكن 

على مستوى المهمة التي بين أيديهم أو أنه ببساطة لم يكن هُناك طلب كافٍ على منتجهم أو خدمتهم.
- قد تبدو فكرة ضرورة اِتباع شغفك عند اِتخاذ القرارات المهنية المُريحة على ظاهرها.
"من منا لا يريد أن يفعل شيئًا يحبه كل يوم؟"
*وبمقال (الجانب المُظلم من اِتباع شغفك الذي لم يُخبرك به أحد من قبل!!)

سنكتشف أن إتباع شغفك ليس أمرًا إيجابيًا دائمًا كما كان ينصحك الجميع من قبل!

أولاً: عيوب إتباع شغفك بإستمرار

الشغف لا يساوي دائمًا النجاح أو حتى الأمان المالي

تقنع فرضية الشغف الناس بوجود وظيفة سحرية "مُناسبة" في مكان ما في انتظارهم 

وإذا وجدوها، فسوف يُدركون على الفور أن هذا هو العمل الذي كان من المفترض أن يقوموا به. 

المُشكلة بالطبع هي أنه عندما يفشلون في العثور على هذا اليقين، فإن الأمور السيئة تتبع ذلك 

مثل التنقل المزمن بين الوظائف والشك في الذات المُعيق.

القيم المُتطرفة تصنع الأخبار، وينتهي الأمر بالأشخاص الناجحين إلى الظهور على أغلفة المجلات 

وتكتب قصص عنهم في صحيفة نيويورك تايمز، ويظهرون على برنامج أوبرا.
وبما أن القيم المتطرفة أصبحت قدوة لنا لما هو ممكن، فقد وقع الناس ضحية للتحيزات التأكيدية. 

لقد تركوا وظائفهم، واستأجروا مدربين، والتحقوا ببرامج لا يستطيعون تحمل تكاليفها.

إن الاختيارات التي اتخذوها أضرت بحياتهم المهنية أكثر من نفعها. 

ولم يأخذوا في الاعتبار النصيحة التي تلقوها في سياق حياتهم. وقد نسوا أن القيم المتطرفة 

هي قدوة سيئة لمعظمنا.
- لا أحد يكتب قصصًا عن الأشخاص الذين يتبعون شغفهم لينتهي بهم الأمر مُفلسين. 

هذه القصص أكثر شيوعًا مما نريد الاعتراف به.

• إن اتباع شغفك هو أمر مُبتذل، وليس استراتيجية لاكتشاف ما ولدت من أجل القيام به. 
• وبالنسبة لكثير من الناس، فإن هذه النصيحة تدفعهم إلى الجلوس على أعقابهم لأنهم ليس لديهم شغف للمتابعة، من المُمكن العثور على العمل الذي يثير شغفك والقيام به.
• غالبًا ما يكون اتباع شغفك أمرًا صعبًا ولا يُنصح به بشكل جيد. 
• إن فكرة "إذا اتبعت شغفك، فإن كل شيء سينجح" هي فكرة خاطئة. 

*فيما يلي بعض المشاكل التي يمكن أن تنشأ عندما يتبع الأشخاص شغفهم كخيار وظيفي:
1) العواطف لا تتغير مع مرور الوقت

• يُعد التطور مع مرور الوقت أحد أهم جوانب الحياة المهنية الناجحة. 
• ومع مرور الوقت، تظهر تقنيات واتجاهات جديدة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على سوق العمل.
• لكن المشاعر لا تتغير بالضرورة مع مرور الوقت، لذلك قد تصبح غير ذات صلة في عالم سريع التغير. 
• وقد يكون من الصعب أن تظل متحفزًا عندما يتلاشى شغفك مع مرور الوقت.

2) عدم الاِستقرار المالي

• ليس سراً أن العديد من الأشخاص الذين يتبعون شغفهم غالباً ما يعانون مالياً لأنهم لا يملكون المهارات اللازمة لتحقيق الدخل منهم.
• يُمكن أن يؤدي هذا النقص في الاستقرار المالي إلى الكثير من التوتر وانعدام الأمن، مما يؤثر سلبًا على السعادة العامة والرضا الوظيفي على المدى الطويل "وهذا ليس شيئًا تريده عند محاولة مُمارسة مهنة".

3) عاطفي لا يعني أنك جيد في ذلك
إن كونك شغوفًا بشيء ما لا يعني دائمًا أنك جيد فيه "يُعد الشغف نقطة اِنطلاق رائعة عند التفكير في مهنة".
- ومع ذلك، لا ينبغي أن يكون العامل الوحيد الذي يؤخذ في الاعتبار. 

قبل الغوص في شيء جديد، تحتاج إلى تقييم مهاراتك وخبراتك في هذا المجال. 

إن أخذ الوقت الكافي لفهم ما يلزم لتحقيق النجاح في هذه المهنة هو مفتاح تحقيق النجاح الوظيفي.

4) ليس هناك ضمان للنجاح
يمكن أن يؤدي اتباع شغفك إلى وضع الكثير من الضغط عليك لتحقيق النجاح، مما يؤدي إلى الإرهاق 

والشعور بالفشل إذا لم تسير الأمور وفقًا للخطة.

• بعد كل شيء، إذا أصبح شيء ما شغفًا بالنسبة لنا، فمن الطبيعي أن نشعر بمزيد من الارتباط به ولدينا توقعات أعلى لأنفسنا مما كنا نتوقعه لشيء لم نكن متحمسين له في المقام الأول.
• عندما لا يتم تلبية هذه التوقعات (كما سيحدث حتماً في مرحلة ما) فإن ذلك قد يجعلنا نستسلم تماماً بدلاً من الاستمرار في المحاولة وتعديل نهجنا حتى نصل إلى النتيجة المرجوة.

5) ضياع الفُرص الأُخرى

• هُناك فرصة جيدة أنه بينما تسعى وراء شغفك، هُناك فرص عظيمة أُخرى تفوتك.
• إذا اِقتصرت على اتباع مسار واحد فقط، فلا توجد طريقة لمعرفة ما قد يكون عليه. 
• وقد يكون من الصعب إيجاد هذا التوازن بين مُتابعة شغفك والاِنفتاح على الفُرص الجديدة.

6) لا تحتاج إلى اِتباع شغفك لتكون ناجحًا
فقط لأن شخصًا ما يخبرك أن اتباع شغفك هو مفتاح النجاح لا يعني أنه كذلك. 

هناك العديد من الأمثلة لأشخاص ناجحين لم يتبعوا شغفهم مطلقًا، بل ركزوا بدلاً من ذلك على 

مهاراتهم واهتماماتهم وبنوا حياتهم المهنية الناجحة منها.

• طالما أنك تفهم بصدق ما يُحفزك ويثير اهتمامك، فيجب أن يكون ذلك كافيًا؛ ليست هناك حاجة لاِتباع بعض القواعد التعسفية حول وجود "شغف" للنجاح أو الإنجاز في الحياة.
• لذا، إذا كان هدفك هو العثور على الاستقرار المالي وفرص النمو على المدى الطويل، فهل يجب أن تفكر في أنه يمكنك تحقيق كل هذه الأهداف من خلال اتباع شغفك؟
• إذا لم يكن الأمر كذلك، فمن المهم استكشاف الخيارات المهنية الأخرى التي لديها القدرة على النجاح. 
• يُمكن أن يكون البحث في سوق العمل والتحدث مع الأشخاص العاملين في الصناعة طريقة رائعة لتحديد المسارات الوظيفية.

وخِــــتامًا,,,, إن جعل شغفك وظيفتك يُمكن أن يؤثر أيضًا على شعورك تجاهه. 

في كثير من الأحيان، تغذيك العواطف لأنها تُمثل اِستراحة من عملك اليومي.

إذا أصبح هذا الشغف فجأة هو الطريقة الوحيدة التي يُمكنك من خلالها كسب المال 

"فإنه يمكن أن يصبح عملاً شاقًا ويشبه العمل أكثر من كونه شغفًا".