ما هي أفضل اِستراتيجية اِستثمار يجب اِتباعها خلال فترات الركود؟

فترات الركود ليست هي الوقت المُناسب للتخلي عن اِستراتيجية الاِستثمار الخاصة بك

خلال فترة الركود، يحتاج المستثمرون إلى التصرف بحذر ولكن يظلوا يقظين في مُراقبة

مشهد السوق بحثًا عن فُرص للحصول على أصول عالية الجودة بأسعار مُخفضة.

"هذه بيئات صعبة، ولكنها تتزامن أيضًا مع أفضل الفُرص".

في بيئة الركود، تكون الأصول الأسوأ أداء ذات اِستدانة عالية ودورية ومُضاربة.
- الشركات التي تندرج ضمن أي من هذه الفئات يُمكن أن تكون محفوفة بالمخاطر بالنسبة

للمُستثمرين بسبب اِحتمال إفلاسها.
- على العكس من ذلك، فإن المُستثمرين الذين يرغبون في البقاء والاِزدهار خلال فترة الركود

سوف يستثمرون في الشركات عالية الجودة التي تتمتع بميزانيات عمومية قوية وديون مُنخفضة

وتدفق نقدي جيد، وتعمل في الصناعات التي تحقق أداءً تاريخيًا خلال الأوقات الاِقتصادية الصعبة.
*وبمقال (ما هي أفضل اِستراتيجية اِستثمار يجب اِتباعها خلال فترات الركود؟)

سنكتشف كيف يُمكننا إستثمار أموالنا وتحقيق عوائد جيدة خلال فترات الإقتصاد المُتغيرة.

أولاً: ما هو الركود؟

الركود (recession) هو اِنخفاض كبير في النشاط الاقتصادي يستمر لعدة أشهر أو حتى سنوات.
- يعلن الخُبراء حدوث الركود عندما يشهد اِقتصاد الدولة ناتجًا محليًا إجماليًا سلبيًا

وزيادة مستويات البطالة، وانخفاض مبيعات التجزئة، وتقلص مقاييس الدخل والتصنيع لفترة طويلة.

كما أنه عنصر لا مفر منه في الدورة الاِقتصادية أو الإيقاع المُنتظم للتوسع والاِنكماش في اقتصاد البلد.
- يُمكن أن يسبب الركود أيضًا اِستثمارات في الأسهم والسندات والعقارات والأصول الأُخرى.
قد يكون لأصحاب الأعمال أيضًا مبيعات أقل ويضطرون إلى الإفلاس.

ثانيًا: ماذا يحدث خلال فترة الركود؟

عادة، يحدث الركود بعد فترات من النمو الاقتصادي. هناك عدة عوامل يمكن أن تسبب الركود

بما في ذلك التضخم والاضطرابات السياسية وانخفاض الإنفاق.
- بعض حالات الركود خفيفة في حين أن حالات أخرى حادة.

في كثير من الأحيان، الأشياء التي تحدث خلال فترة الركود ليست إيجابية وغالبًا ما يُصاحب الركود

فقدان الوظائف واِرتفاع مُعدلات البطالة واِنخفاض الإنتاج.

ثالثًا: هل الاِستثمار آمن خلال فترات الركود الإقتصادي؟

هل الاِستثمار آمن خلال فترات الركود؟

خلال فترة الركود، غالبا ما تنخفض قيمة الأسهم. من الناحية النظرية، هذه أخبار سيئة بالنسبة 

للمحفظة الحالية، ولكن ترك الاستثمارات وحدها يعني عدم تأمين الخسائر المُرتبطة بالركود 

عن طريق البيع.
"علاوة على ذلك" فإن اِنخفاض قيم الأسهم يوفر فرصة قوية للاستثمار بسعر رخيص (نسبيًا). 

*على هذا النحو، يُمكن أن يكون الاستثمار خلال فترة الركود فكرة جيدة ولكن فقط في ظل الظروف التالية:

1) لديك الكثير من المدخرات في حالات الطوارئ: يجب أن تهدف دائمًا إلى الحصول على ما يكفي 

من المال في البنك لتغطية نفقات المعيشة لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر، مع كون الطرف الأخير 

من هذا النطاق أكثر مثالية. 

- إذا كنت هناك ولديك أموال إضافية تحت تصرفك، فلا تتردد في استثمارها. 

إذا لم يكُن الأمر كذلك، فتأكد من إنشاء صندوق طوارئ قوي أولاً.

2) أنت لا تُخطط للمس محفظتك لمدة سبع سنوات على الأقل: الاِستثمار خلال فترة الركود 

ليس لضعاف القلوب. 

- قد تظن أنك تشتري بسعر منخفض، ثم ترى قيمة محفظتك تنخفض بعد بضعة أيام. 

أفضل طريقة لتجنب الخسائر في حالة الركود والخروج إلى الأمام، هي اِتباع نهج طويل الأجل للاِستثمار. 

خطط لترك أموالك بمفردها لمدة سبع سنوات على الأقل.

3) لن تقوم بفحص محفظتك بقلق شديد: عندما يكون الاقتصاد في حالة سيئة ويكون هناك الكثير 

من حركة سوق الأسهم، فقد تكون أكثر ميلاً إلى تسجيل الدخول إلى حساب الوساطة الخاص بك 

كل يوم ومعرفة أداء محفظتك. 

- ولكن، إذا كنت ستستثمر خلال فترة الركود، فلا يمكنك فعل ذلك ببساطة. 

كُلما قمت بفحص استثماراتك، كلما زاد احتمال الذعر. 

وعندما تشعر بالذعر، فإنك تخاطر باتخاذ قرارات متهورة مثل التخلُص من الأسهم 

ذات الأداء الضعيف، مما يجبرك على تكديس الخسائر.

4) قد يكون الاستثمار خلال فترة الركود فكرة رائعة: ولكن فقط إذا كنت في وضع مالي قوي 

بما يكفي للقيام بذلك وفقط إذا كان لديك الموقف والنهج الصحيحين. 

- يجب ألا تتنازل أبدًا عن أمنك المالي على المدى القريب لتحقيق مكاسب طويلة المدى. 

تذكر أنه إذا كنت تتألم ماليًا، فليس هناك عيب في تفويت الفرص. 

بدلًا من ذلك، ركز على دفع فواتيرك والبقاء بصحة جيدة جسديًا وعقليًا. 

يُمكنك دائمًا زيادة استثماراتك في مرحلة لاحقة من حياتك - بمجرد أن تصبح وظيفتك أكثر أمانًا 

حيثُ تصبح أرباحك ثابتة، ويصبح عقلك أكثر راحة بشكل عام.

رابعًا: نتائج العالم الحقيقي للاِستثمار في فترات الركود

لقد حقق المستثمرون على المدى الطويل الذين اِستثمروا الأموال في العمل خلال فترة الركود أداءً جيدًا

مع مرور الوقت. 

- النظر في بيانات من ثلاث فترات ركود حديثة قبل جائحة كوفيد-19، الركود الكبير من 2007 إلى 2009 

والركود في عام 2001 الذي أججه انهيار الدوت كوم وهجمات 11 سبتمبر، والركود في 1990-1991 

الذي أعقب ذلك توسع اقتصادي طويل في الثمانينيات - قد تتفاجأ بالنتائج طويلة المدى حتى لو لم يكُن 

توقيت المستثمرين مثاليًا.

• إذا اِستثمرت عند أدنى نقطة في السوق خلال فترة الركود، فمن المرجح أن تحقق أداءً جيدًا مع مرور الوقت. 
• ولكن الشيء الوحيد الذي يجب على المستثمرين إدراكه هو أن محاولة تحديد وقت السوق تكون دائمًا معركة خاسرة. 
• لا توجد كرة بلورية يمكنها أن تخبرك متى سيصل السوق إلى القاع، بمعنى آخر لن تستثمر في الوقت المثالي تمامًا.

خامسًا: ما الذي يجب أن تستثمر فيه خلال فترات الركود؟

نحن نفهم تمامًا أن العديد من الأشخاص الذين يقرأون هذا يفضلون الاستثمار في الأسهم الفردية. 

إن أفضل استراتيجية استثمار في أي بيئة هي العثور على أعمال جيدة والتمسك بها طالما ظلت 

أعمالاً جيدة "ولكن هذا التركيز على الجودة مهم بشكل خاص في فترات الركود".
"على سبيل المثال" خلال جائحة كوفيد-19 والركود اللاحق، كانت الشركات في الصناعات 

المُتضررة التي كانت لديها ميزانيات عمومية أقوى أثناء الأزمة تتمتع بميزة على تلك 

التي لم تفعل ذلك. 

- بدأت الشركات التي تتمتع بالمرونة المالية اللازمة للبقاء على قيد الحياة في حالة انقطاع طويل 

تبدو وكأنها فرص استثمارية ممتازة طويلة الأجل، في حين أن الشركات التي لديها أعمال جيدة 

ولكن منخفضة السيولة كانت من بين الأسهم الأكثر تضرراً، وبعضها لم ينج.

• في حالة الركود، يمكن أن تكون كيفية الاِستثمار بنفس أهمية ما تستثمر فيه. 
• "في فترات الركود" تميل الأسهم إلى أن تكون مُتقلبة إلى حد ما، كما يمكن لأي شخص شارك في السوق خلال الأزمة المالية 2008-2009 أن يخبرك بذلك.
• بدلاً من محاولة تحديد وقت السوق، اِستثمر بشكل تدريجي. 
• تُشير هذه الإستراتيجية، المعروفة باسم متوسط تكلفة الدولار، إلى استثمار مبالغ متساوية بالدولار على فترات زمنية معينة بدلاً من الشراء كلها مرة واحدة. 
• بهذه الطريقة، إذا اِستمرت الأسعار في الانخفاض، يُمكنك الاستفادة وشراء المزيد. 
• وإذا بدأت الأسعار في الارتفاع، فسوف ينتهي بك الأمر إلى شراء المزيد من الأسهم بأسعار أقل وأسهم أقل عندما تبدأ الأسهم المفضلة لديك في الارتفاع.
• باِختصار، يُمكن أن يكون الركود وقتًا رائعًا لشراء أسهم الشركات الرائدة بأسعار مُناسبة.

سادسًا: ما لا يجب الاِستثمار فيه خلال فترة الركود؟!

يُعد الركود هو الوقت المناسب لتجنب المُضاربة، خاصةً على الأسهم التي تعرضت لأسوأ الضربات.

- غالبًا ما تفلس الشركات الأضعف خلال فترات الركود، وبينما قد تبدو الأسهم التي اِنخفضت

بنسبة 80٪ أو 90٪ أو أكثر وكأنها صفقات، إلا أنها عادة ما تكون رخيصة لسبب ما.

- ومع ذلك، فإن الشيء الأكثر أهمية ليس بالضرورة ما لا يجب الاستثمار فيه

ولكن ما هي السلوكيات التي يجب تجنبها:

• لا أحد يعرف متى سيصل السوق إلى القاع، لذا استثمر في الأسهم أو الأموال التي ترغب في الاحتفاظ بها لسنوات، حتى لو اِستمر السوق في الانخفاض على المدى القريب.
• أصبح البدء في تداول الأسهم بشكل عرضي أسهل من أي وقت مضى، وذلك بفضل عمليات تداول الأسهم بدون عمولة وتطبيقات التداول سهلة الاستخدام. 
• إذا كُنت تريد العبث بمبلغ صغير من المال، فلا بأس في خسارته ولكن الاستثمار طويل الأجل هو طريق أكثر تأكيدًا لتحقيق الثروة في سوق الأوراق المالية. 
• يُعد التداول اليومي كاستراتيجية استثمار فكرة سيئة بشكل عام.
• الشيء الوحيد الذي من المهم للغاية تجنبه خلال فترات الركود هو البيع بدافع الذعر عندما تنخفض الأسهم. 
• من الطبيعة البشرية تجنب المواقف المتقلبة - فعندما يكون سوق الأسهم في حالة سقوط حر، قد تميل إلى البيع "قبل أن تسوء الأمور". 
• لا تستسلم لعواطفك، الهدف من الاستثمار هو الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع، لكن البيع بدافع الذعر هو العكس تمامًا.

الخُلاصـــة,,,, خلال فترات الركود، من المُهم الاِستمرار على المسار الصحيح. 

حيثُ يُصبح التركيز على الشركات ذات الجودة العالية في الأوقات المضطربة 

أكثر أهمية بعض الشيء، ولكن في الأغلب، يجب عليك التعامل مع الاستثمار 

في فترة الركود بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع الاستثمار في أي وقت آخر. 

قُم بشراء شركات أو صناديق اِستثمارية عالية الجودة واِحتفظ بها طالما بقيت على هذا النحو!