تأثير التقدم التكنولوجي على سوق العمل وفُرص العمل المُستقبلية!!

لماذا تُعتبر التكنولوجيا جزءًا مهمًا من سوق العمل؟

كان لثورة تكنولوجيا المعلومات تأثيرات هائلة على الوظائف وسوق العمل.
تمت أتمتة العديد من المهام اليدوية والمعرفية الروتينية، لتحل محل العُمال وعلى النقيض من ذلك

فإن التقنيات الجديدة تكمل وتخلق مهام معرفية واِجتماعية جديدة غير روتينية مما يجعل العمل

في مثل هذه المهام أكثر إنتاجية، ويخلق وظائف جديدة.

وقد أدى هذا إلى اِستقطاب أسواق العمل: ففي حين ركدت الوظائف المُنخفضة المهارات

هُناك وظائف أقل وأدنى أجرًا للعمال ذوي المهارات المتوسطة، وأجور أعلى للعُمال

ذوي المهارات العالية، مما يؤدي إلى اِتساع فجوة التفاوت في الأجور.
- وقد يؤدي التقدم في الذكاء الاِصطناعي إلى تسريع قُدرة أجهزة الكمبيوتر على أداء المهام المعرفية

مما يزيد من المخاوف بشأن التشغيل الآلي في المستقبل حتى للوظائف التي تتطلب مهارات عالية.
*وبمقال (تأثير التقدم التكنولوجي على سوق العمل وفُرص العمل المُستقبلية!!)
سنستكشف تأثير التكنولوجيا على مُستقبل العمل خلال السنوات الـ 10 القادمة.

أولاً: الوظائف التي تستعد للنمو والتي تواجه اِنخفاض الطلب عليها

الأدلة واضحة على أن التغير التكنولوجي أدى إلى تقليل الحاجة إلى العمل الميكانيكي الروتيني

وزيادة الطلب والأجور مقابل العمل الفني والتحليلي الذي يتطلب مهارات عالية.
- ويُعد تأثير الأتمتة والذكاء الاصطناعي بمثابة تسريع لاتجاه كان في طور التكوين منذ عقود. 

تم مؤخرًا استبدال مشغلي لوحة التبديل بقوائم الاستجابة الصوتية والهاتفية التفاعلية

كما تم استبدال العديد من موظفي متاجر البقالة بآلات الدفع الذاتي.

- ومع التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي، تزعم التقارير أن سائقي الشاحنات والمساعدين القانونيين

وحتى الجراحين قد يرون أن مهنهم قد انقلبت رأساً على عقب بسبب تغير التكنولوجيا.

• في هذه البيئة، قد تبدو الوظائف التقنية وكأنها المهن الوحيدة التي تضمن نموًا وظيفيًا "لكنهم ليسوا الوحيدين". 
• على الرغم من أن هناك حاجة متزايدة للمطورين وعلماء البيانات، إلا أن الوظائف في مجال الرعاية الشخصية والصناعة الطبية تتوسع بشكل أسرع.

ثانيًا: اِختيار المهن الأسرع نموًا وتراجعًا

إن الحاجة إلى المزيد من مُساعدي الصحة المنزلية فضلاً عن النمو في المهن الأُخرى المرتبطة بالصحة

مدفوعة إلى حد كبير بجيل طفرة المواليد المتقدمين في السن الذين يدخلون التقاعد والتقدم التكنولوجي

الذي يزيد من فعالية الرعاية.
- أظهرت الأبحاث أن الحاجة إلى مهارات معالجة البيانات الأساسية والعمل اليدوي ستنخفض

خلال العقد المقبل، في حين سيكون الطلب على المهارات المعرفية والاجتماعية والعاطفية أكثر.

هذه المهارات - مثل حل المشكلات المعقدة، والعمل ضمن فرق، وتقديم المشورة، وإظهار القيادة 

تُسهل المزيد من التفاعل البشري. تتطلب العديد من الوظائف المتنامية المرتبطة بالصحة والخدمات

مهارات لا يُمكن للروبوتات والأتمتة أن تحل محلها.

ثالثًا: ما هي المهام الأسهل والأكثر صعوبة في التشغيل الآلي؟

إن المهام التي يسهل فهمها وتحسينها وتدوينها مسبقًا هي الأسهل في التشغيل الآلي.

وهكذا، كانت المهام الروتينية البسيطة هي الأكثر عرضة للميكنة والحوسبة.

كانت الأتمتة في البداية عبارة عن مهام يدوية في التصنيع. 

- اِبتكر خبراء الكفاءة الصناعية أساليب لتقسيم الإنتاج إلى خطوات محددة ومن ثم تحسين كل خطوة.

أدى القيام بذلك إلى تقنين المهمة "مما سهل الميكنة" ومُنذ السبعينيات فصاعدًا، أتاحت ثورة

تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أتمتة مماثلة للعديد من المهام الروتينية التي يُمكن التنبؤ بها

في الوظائف الكتابية والوظائف الإدارية.

فالعمل الذي يتضمن معالجة المعلومات وإنتاج النماذج المالية، وإجراء الحسابات الروتينية

حيثُ تم الاِستيلاء عليه بسهولة بواسطة أجهزة الكمبيوتر، وأدت عملية "إعادة الهندسة" هذه

إلى القضاء على العديد من الوظائف التي تتطلب مهارات متوسطة 

مثل (الأعمال الكتابية، وإدخال البيانات)، وخفضت عدد الطبقات في التسلسل الهرمي للشركات.

• إن البيئات المحددة جيدًا، والأكثر استقرارًا، والتي يمكن التنبؤ بها، تفضل التشغيل الآلي لسببين: سهولة التحسين وطول عمر التكنولوجيا. 
• لكي تتم أتمتة المهام، يجب على الشركة استثمار الموارد في تحليل هذا الجزء من العملية وتحسينه.
• إن إتقان جزء من العملية يتطلب موارد على سبيل المثال (المستشارين، إجمالي المهامساليب إدارة الجودة). 
• سيكون هذا الاستثمار أكثر ربحية إذا كان تحديد مشكلة التحسين أسهل وإذا كان من الممكن نشر المعرفة الجديدة لفترة أطول في المستقبل، كما هو الحال مع البيئات المستقرة والتي يمكن التنبؤ بها.

رابعًا: كيف ستؤثر التكنولوجيا على سوق العمل؟

ستتغير طبيعة العمل باِستمرار مع التقدم التكنولوجي

مع التطور المستمر لمكان العمل لمواكبة أحدث التقنيات، ستكون هُناك فُرص وتحديات لأصحاب العمل

والعُمال على حد سواء.
- سيؤدي الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا إلى زيادة الطلب على المهارات البشرية الفريدة التي يكتسبها

العُمال من خلال سنوات من الخبرة.
يُمكن أن تتحسن جودة الوظيفة حيث يصبح العمل أقل روتينية ومتكررة ومملة.

يمكن أن يؤدي تغيير التكنولوجيا إلى خلق وظائف وصناعات جديدة، وخلق الفرص لجميع العُمال

وليس فقط أولئك الذين لديهم بالفعل خلفيات في مجال تكنولوجيا المعلومات أو الهندسة.
- يُمكن للعمال الأكبر سنًا الاستفادة من خيارات التدريب المستمر التي يقدمها أصحاب العمل

والمؤسسات التعليمية ومقدمو التدريب للعمل بفعالية جنبًا إلى جنب مع التكنولوجيا.
- يُمكن للتكنولوجيا مثل التقنيات المساعدة هندسيًا والهياكل الخارجية أن تساعد العمال الأكبر سنًا

والعُمال ذوي القدرة المحدودة على الحركة على البقاء في القوى العاملة لفترة أطول

وخاصةً أولئك الذين يعملون في وظائف تتطلب جهدًا بدنيًا.
يُمكن للتكنولوجيا الجديدة أن توفر الأساس للعمال لبدء أعمالهم التجارية الخاصة.

التحديات التي تواجه العُمال
على المدى القصير، ستؤدي الأتمتة إلى القضاء على بعض الوظائف التي كان البشر يقومون بها.

- وبدون دعم من أصحاب العمل أو الحكومة، قد يواجه الأشخاص الذين شردتهم التكنولوجيا

فترات طويلة من البطالة. 

"على سبيل المثال" يُمكن أن يحدث إلغاء الوظائف في وقت واحد عبر شركة أو صناعة بأكملها

مما يجعل من الصعب على أولئك الذين أزاحتهم التكنولوجيا العثور على وظائف جديدة

مما يؤدي إلى فترات بطالة أطول والمزيد من المنافسة على الوظائف المتبقية.

قد يواجه العمال الأكبر سنا الذين تم إلغاء وظائفهم صعوبة أكبر من العمال الأصغر سنا في العثور

على عمل بسبب التمييز على أساس السن.
- التكنولوجيا المتطورة باستمرار تعني أن العمال سيحتاجون إلى تحسين أو تعلم مهارات جديدة

باِستمرار ليظلوا على صلة بالموضوع، ولكن قد يكون من الصعب العثور على خيارات تدريب

ميسورة التكلفة وقد لا يقوم أصحاب العمل بتوزيع فرص التدريب بشكل عادل.
- سيحتاج العُمال إلى تعلم كيفية تغيير نهجهم في المقابلات الوظيفية والتطبيقات وتسليط الضوء

على المهارات التي قد تكون رسمية أو غير رسمية - تعتمد على الفصل الدراسي أو مكان العمل.

• يُمكن لعمليات التوظيف الآلية الشائعة، مثل فحص الموظفين الخوارزمي (AI)، أن تؤدي إلى تحيز على أساس العمر إذا لم يتم تصميمها بشكل صحيح ومحدد للتغلب على التحيزات.
• إن الفجوة الرقمية والافتقار إلى الوصول إلى النطاق العريض يمنع بعض العُمال من ذوي الدخل المُنخفض والريفيين من تطوير المهارات اللازمة للنجاح في بيئة عمل تعتمد على التكنولوجيا.

فُرص لأصحاب العمل
إن دمج التكنولوجيا في مكان العمل يزيد من الطلب على المهارات المعرفية العُليا والتي يكتسبها العُمال

كُلما طالت مدة بقائهم في القوى العاملة، وهذا يشمل مهارات مثل التفكير النقدي والتعاون وإدارة التغيير.
- وبخلاف تكنولوجيا المعلومات، ستكون خدمة العملاء ثاني أعلى المهارات المطلوبة في المستقبل.

كبار السن غالبًا ما اكتسبوا هذه المهارات من خلال عقود من الخبرة ويمكنهم بسهولة المساعدة

في تلبية توقعات خدمة العملاء المتزايدة عبر الصناعة والاحتياجات الناشئة الأخرى.

قد تكون التكنولوجيا الجديدة (الذكاء الاصطناعي والخوارزميات) قادرة على اكتشاف التحيزات

ومُعالجتها بشكل أفضل إذا تم تصميمها عمدا للقيام بذلك، ويمكن أن تقلل من خطر التمييز طوال

دورة حياة التوظيف، ودعم السياسات الشاملة التي تساعد على زيادة الاحتفاظ بالعمال.
- ومن الممكن استخدام الأتمتة لتقليل المتطلبات المادية للعديد من الوظائف

مما يسهل على أصحاب العمل توظيف العمال والاحتفاظ بهم من جميع الأعمار مع توسيع

فُرص العمل لأولئك ذوي القدرة المحدودة على الحركة.

- قد يتم تقليل العمل المتكرر/الممل أو الروتيني للسماح للعمال بالتركيز على مهاراتهم المعرفية العُليا

واِستخدامها لمساعدة الشركة على النجاح.
يُمكن لأصحاب العمل الحصول على ميزة تنافسية من خلال تحسين التوازن بين المسؤوليات البشرية

ومسؤوليات الذكاء الاصطناعي، وتحديد أوجه التآزر اللازمة لإنجاز المهام بكفاءة وفعالية.

التحديات التي تواجه أصحاب العمل

• قد تتطلب مواكبة التقدم التكنولوجي وتنفيذه في جميع أنحاء المنظمة وضمان الربحية اِستثمارًا كبيرًا في رأس المال والموارد البشرية والوقت.
• قد يؤدي تحيز الذكاء الاِصطناعي في الخوارزميات والبرمجة إلى تفاقم التمييز على أساس السن وغيره من أشكال التمييز في التوظيف، مما يؤدي إلى الاِفتقار إلى قوى عاملة متنوعة وربما اِتخاذ إجراءات قانونية.
• ولمراعاة اِحتياجات المهارات المتغيرة باستمرار ومتطلبات العمل المتغيرة بسرعة وبشكل منتظم، سيحتاج أصحاب العمل إلى تحديد طرق فعالة من حيث التكلفة.
• لضمان حصول العاملين لديهم على المهارات والقدرات والخبرة اللازمة للنمو والتكيف وسيتطلب ذلك عمليات توظيف وتدريب وتوظيف داخلية جديدة ومرنة ومتعددة الأبعاد.

وخِــــتامًا,,,, تعمل التكنولوجيا على تغيير الطريقة التي نعمل بها وتأثيرها على مُستقبل العمل

مُثير ومليء بالتحديات، وفي حين أن الأتمتة قد تلغي بعض الوظائف، فإنها تخلق أيضًا فرصًا

جديدة للعمال لتطوير مهارات جديدة، والعمل عن بُعد، ومُتابعة مشاريع متنوعة.

ومع ذلك، فإنه يتطلب أيضًا أن يكون العمال قادرين على التكيف والتعلم المُستمر

والمهارة في اِستخدام التقنيات الناشئة.

مع اُستمرار تطور مكان العمل، يجب أن يكون العمال وأصحاب العمل مُستعدين

لتقبل التغيير والبقاء في الطليعة