ما هو مُستقبل العمل عن بُعد في العام 2024؟

مُستقبل العمل عن بُعد في العام 2024

كان العمل عن بُعد نادرًا قبل عقد من الزمن.
حيثُ كان العمل من المنزل مُتاحًا عادةً فقط كترتيب خاص لاِستيعاب العائلات في حالات مُحددة.
- وجاء التحول الجماعي إلى العمل عن بُعد في المراحل الأولى من جائحة كوفيد-19.
إلى جانب منع اِنتشار المرض - لا يمكن للفريق المريض أن يكون منتجًا - فقد أثبت العمل عن بُعد

أنه مُفيد بعدة طُرق.

نظرًا لأن العمل من المنزل موجود ليبقى، فمن المُهم معرفة كيفية تحقيق أقصى اِستفادة من تكنولوجيا

الاتصال عن بُعد.
- حيثُ يُمكن لفريقك أن يكون بنفس الفعالية - إن لم يكن أكثر - في العمل من المنزل إذا كان لديك

الأدوات المُناسبة.
*وبمقال (ما هو مُستقبل العمل عن بُعد في العام 2024؟)

سوف نستكشف التحديات والفُرص التي تنتظرنا فيما يتعلق بمُستقبل العمل عن بُعد.

أولاً: هل العمل عن بُعد فعال؟

قبل عقد من الزمن، كان مُعظم أصحاب العمل يرفضون فكرة عمل الموظفين باِنتظام من المنزل.
- كان أحد المخاوف الرئيسية لدى معظم أصحاب العمل بشأن العمل عن بُعد هو فقدان الإنتاجية.
ولكن الوباء أظهر أن الموظفين يمكنهم العمل بمفردهم، وتُشير دراسات حديثة إلى أن خيارات

العمل عن بُعد تزيد من الرضا الوظيفي.

حيثُ وجد تقرير Buffer لعام 2023 عن حالة العمل عن بُعد أن 91 بالمائة من المُشاركين

في الاِستطلاع اِستمتعوا بالعمل عن بُعد، مع إدراج المرونة باِعتبارها الميزة الأكثر أهمية.
"بالإضافة إلى ذلك" في عام 2022، أجرت شركة ماكينزي استطلاعًا شمل 25000 عامل

في مجموعة من الصناعات حول تجربتهم في العمل عن بُعد.
- ووفقاً للدراسة، فإن البحث عن بيئات عمل مرنة هو السبب الثالث الذي يدفع الأشخاص إلى البحث

عن وظائف جديدة (الأجور/ساعات العمل الأفضل وفُرص العمل هي الأسباب الأُخرى).

يُعد العمل عن بُعد أولوية كبيرة بالنسبة للعُمال، حيث قال 87% من المُشاركين أنهم سيغتنمون

هذه الفُرصة عندما يُعرض عليهم العمل عن بُعد.
"وفي النهاية" يُعد العمل عن بعد أمرًا فعالًا، ولكن يجب وضعه موضع التنفيذ بشكل صحيح

وقد لا يكون الوضع الأفضل لكل موظف أو كل شركة.

ثانيًا: ما هو تأثير العمل عن بُعد على الإنتاجية؟

زادت الإنتاجية بنسبة (5٪) بدأت تجربة العمل في المنزل بسبب تفشي فيروس كورونا وفقًا لبلومبرج.
- ووفقًا للاِستطلاع "ظهرت بعض الأفكار الإضافية" حيثُ أدى العمل الذي يتم على طاولة المطبخ

إلى زيادة الإنتاجية في الاقتصاد العالمي بنسبة 5%.
وتتضمن التغييرات الإيجابية اِرتفاع مُعدلات حضور الاِجتماعات.
مثل "المزيد من المُشرفين اليقظين، والتواصل الأسهل، والمزيد من فترات الراحة".
- حيثُ أصبح الكثير من الناس أكثر إنتاجية نتيجة لذلك؛ ووفقًا لاِستطلاع أجرته Upwork

ذكر (61%) أن العمل عن بُعد يُعزز إنتاجيتهم.

ثالثًا: ما هو الأثر الاِقتصادي للعمل عن بُعد؟

كيف يؤثر العمل عن بُعد على الاِقتصاد العالمي؟

أدى العمل عن بُعد لزيادة مستويات إنتاجية العمال، وقد ثبت أيضًا أنه عامل مُساهم في زيادة مستوى التوتر.
ويرجع المستوى العالي من التوتر إلى عدم التفاعل البشري "هُناك أيضًا مخاوف من عدم وجود الصدفة".
- يُمكن أن تؤدي المواجهات مع زُملاء العمل إلى خنق الإبداع وتقليل تماسك الفريق.
"علاوة على ذلك" يصعب على الوالدين العمل في المنزل؛ لأن أطفالهم يتلقون دروسًا عبر الإنترنت.
الأطفال والعمل في المنزل يعني المزيد من القلق والتوتر.
ومن الصعب إدارة كليهما في نفس الوقت.

*العمل عن بعد يغير الاقتصاد نحو الأفضل بعدة طُرق:
الإنتاجية: العمال الذين يعملون من المنزل هم أكثر إنتاجية.

التكنولوجيا للتعاون عن بعد وعبر الإنترنت أمر لا بد منه. أن تكون نافعا مع المزايا الخفية.

أصبح الكثير من الناس أكثر إنتاجية نتيجة لذلك.
فُرص الاِنتقال: العمل عن بُعد سوف يسرع من نزوح الأسر، وحتى من المُدن الكُبرى إلى الضواحي

فضلاً عن شريحة الـ1% الذين يسعون إلى فرض ضرائب أرخص.
المواهب المستقلة: يقوم أصحاب العمل بشكل متزايد بتشكيل فرق مختلطة.

وهي تشمل كلا من العاملين بدوام كامل والعاملين لحسابهم الخاص.
توفير الوقت والمال: العُمال الذين لديهم رحلات يومية أقل لديهم ساعات أطول.

كما حصلوا على أرصدة مصرفية أكبر.

رابعًا: فرص النجاح في العمل عن بُعد

وعلى الرغم من هذه التحديات، لا تزال هناك العديد من الفرص المرتبطة بإدخال سياسات العمل عن بُعد

في المُنظمات.

- وتكمن إحدى هذه الفُرص في توفير التكاليف لأصحاب العمل؛ ومن خلال خفض تكاليف الإيجار

على المساحات المكتبية أو إلغاء نفقات السفر للموظفين الذين يتنقلون، يُمكن للمؤسسات إجراء

تخفيضات كبيرة في التكاليف مما قد يؤدي إلى تحسين الأداء المالي أو توفير أموال إضافية لاِستثمارات

أُخرى داخل الشركة.

• العمل عن بُعد مفيد أيضًا من وجهة نظر الموظف؛ حيثُ تُشير الدراسات إلى أن الموظفين القادرين على العمل عن بُعد يشعرون بزيادة الرضا الوظيفي بسبب تحسين المرونة والتحكم في روتينهم اليومي.
• بالإضافة إلى ذلك، فإن تمكين العمل عن بعد يوفر أيضًا لأصحاب العمل إمكانية الوصول إلى مجموعات المواهب العالمية حيث لم يعودوا بحاجة إلى التقيد بالحدود المادية عند تعيين موظفين جُدد.
• وأخيراً، فإن تمكين ترتيبات العمل المرنة يمكن أن يساعد المؤسسات على أن تصبح أكثر مرونة في كيفية استجابتها لاحتياجات العملاء المتغيرة أو ظروف السوق.
• ومن خلال إمكانية الوصول إلى الموارد الخارجية، لن يحتاجوا بعد الآن إلى الاِعتماد فقط على الموارد الداخلية عند تكييف عملياتهم بسرعة.

خامسًا: الاِتجاهات المُستقبلية في العمل عن بُعد

يتطور مُستقبل العمل بسرعة، وسيلعب العمل عن بُعد دورًا بارزًا في تشكيل مكان العمل الحديث.

مع اِحتضان المؤسسات لفوائد العمل عن بُعد، تظهر العديد من الاتجاهات والتوقعات

مما يُشير إلى تغييرات وتقدمات طويلة المدى في نموذج العمل هذا.

*فيما يلي بعض الاتجاهات الرئيسية التي يمكننا أن نتوقع رؤيتها في مُستقبل العمل عن بُعد:

1) أدوات التعاون المُعززة

• ألواح المعلومات الافتراضية: ستتضمن أدوات التعاون المتقدمة ألواح المعلومات الافتراضية التي تمكن الفرق البعيدة من تبادل الأفكار وتصور الأفكار والتعاون في المشاريع في الوقت الفعلي.

• المساعدون المنشطون صوتيًا: سيتم دمج المساعدين الصوتيين الذين يعملون بالذكاء الاصطناعي في أدوات التعاون، مما يوفر تفاعلًا بدون استخدام اليدين، وقدرات تحويل الصوت إلى نص، واقتراحات ذكية أثناء الاجتماعات عن بُعد.

2) المهارات الرقمية والتعلم المُستمر
- أهمية المهارات الرقمية: سيتطلب العمل عن بعد أساسًا قويًا في المهارات الرقمية

بما في ذلك الكفاءة في أدوات التعاون وبرامج إدارة المشاريع ومنصات الاتصال عبر الإنترنت.

ستكون المعرفة الرقمية والقدرة على التكيف أمرًا بالغ الأهمية لنجاح العمل عن بعد.

- التعلم المُستمر: مع تطور العمل عن بعد، سيصبح التعلم المستمر أمرًا ضروريًا.

سيحتاج العاملون عن بعد إلى البقاء على اطلاع بأحدث التقنيات والاتجاهات والتطورات الصناعية

من خلال الدورات التدريبية عبر الإنترنت وورش العمل الافتراضية وفُرص التطوير المهني.

3) تدابير الأمن عن بُعد المُحسنة

• أُطر الثقة المعدومة: ستتبنى المؤسسات أطر الثقة المعدومة تتطلب المصادقة والتحقق المستمر للوصول عن بعد إلى موارد الشركة، مما يضمن أمن البيانات حتى في بيئات العمل عن بُعد.

• التحليلات السلوكية: ستتضمن إجراءات الأمان المتقدمة التحليلات السلوكية لاكتشاف التهديدات المحتملة ومنعها، ومراقبة أنماط سلوك المستخدم وتحديد أي حالات شاذة أو أنشطة مشبوهة.

4) زيادة التركيز على بناء الفريق عن بُعد
- الخلوات الافتراضية: ستنظم المؤسسات خلوات افتراضية حيث تجتمع الفرق البعيدة معًا للحصول

على تجارب غامرة وتمارين بناء الفريق وورش عمل لتنمية المهارات.
- التعاون بين الوظائف: سيتم تشجيع العاملين عن بُعد من مختلف الأقسام أو المواقع على التعاون

في المشاريع، وتعزيز التنوع والابتكار وتبادل المعرفة.

5) الميتافيرس
يمتلك Metaverse القدرة على تغيير كيفية تعاون الفرق وتواصلها وإدارة الأعمال.

- على الرغم من أن Metaverse لا يزال في مراحله الأولى، إلا أنه لديه القدرة على إحداث ثورة

في العمل عن بُعد من خلال توفير تجارب رقمية أكثر غامرة وترابطًا وتعاونًا.

- مع استمرار تطور هذه التكنولوجيا، يجب على المؤسسات مراقبة تطورها واِستكشاف كيفية

الاِستفادة منها لتعزيز إنتاجية العمل والمشاركة والإبداع.
*فيما يلي بعض الطرق التي يمكن أن يؤثر بها metaverse على مستقبل العمل عن بُعد:

• الاِجتماعات الافتراضية المحسنة: يُمكن أن يوفر metaverse تجارب اجتماعات افتراضية أكثر غامرة وتفاعلية.
• حيث يُمكن للمشاركين عن بعد التجمع في مساحة افتراضية والمشاركة في تفاعلات طبيعية وجهاً لوجه.
• يُمكن أن يوفر ذلك إحساسًا بالحضور والتقارب الذي قد تفتقر إليه أدوات مؤتمرات الفيديو التقليدية.

• المكاتب ومساحات العمل الافتراضية: يُمكن لـ metaverse تمكين إنشاء مكاتب ومساحات عمل افتراضية، حيث يمكن للموظفين البعيدين التجمع والعمل معًا والوصول إلى الموارد المشتركة افتراضيًا.
• يُمكن لهذه البيئات الرقمية تكرار الجوانب التعاونية للمكاتب المادية، وتعزيز العمل الجماعي والشعور بالانتماء بين الفرق البعيدة.

• التعاون الاِفتراضي والإبداع المشترك: يمكن لـ metaverse تسهيل التعاون والإبداع المشترك في الوقت الفعلي، مما يسمح للفرق البعيدة بالعمل معًا في المشاريع وتبادل الأفكار وتصور المفاهيم في مساحة افتراضية مشتركة. 
• يُمكن أن يؤدي ذلك إلى تعزيز الإبداع والابتكار والإنتاجية في إعدادات العمل عن بُعد.

• التدريب الشامل وتنمية المهارات: يُمكن أن يوفر Metaverse فرصًا للتدريب الشامل وتنمية المهارات، مما يسمح للعاملين عن بعد بالمشاركة في عمليات محاكاة واقعية وورش عمل افتراضية وتجارب تعليمية تفاعلية. 
• وهذا يُمكن أن يدعم التعلم المستمر والتطوير المهني في بيئات العمل عن بُعد.

6) ضوابط ومعايير العمل عن بُعد
- إرشادات التعويض العادل، ستقوم الحكومات وسلطات العمل بوضع مبادئ توجيهية للتعويض العادل

في ترتيبات العمل عن بُعد، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل الموقع وتكلفة المعيشة ومعايير الصناعة.
- لوائح حماية البيانات، ستقوم الهيئات التنظيمية بوضع لوائح محددة لحماية البيانات للعمل عن بُعد

مما يضمن التزام المؤسسات بتدابير أمن البيانات والخصوصية الصارمة لحماية معلومات العُملاء.

7) التكامل بين العمل والحياة

• ساعات عمل مرنة، سيحتضن مُستقبل العمل عن بعد جداول عمل مرنة، مما يسمح للأفراد باِختيار متى وأين يعملون، وتعزيز التكامل بين العمل والحياة واِستيعاب الاحتياجات الشخصية المتنوعة.

• التركيز على الرفاهية والصحة العقلية، ستركز المؤسسات بشكل متزايد على رفاهية الموظفين، وتوفير الموارد والمبادرات لدعم الصحة العقلية للعاملين عن بُعد.

• ستُصبح برامج العافية الافتراضية وجلسات اليقظة الذهنية ومبادرات التوازن بين العمل والحياة جزءًا لا يتجزأ من ثقافة العمل عن بُعد.

وخِــــتامًـا,,,,, إن مُستقبل العمل عن بُعد يعد بمشهد ديناميكي وتحويلي.

سيستمر التحول نحو نماذج العمل الهجينة، وإعادة تصور المساحات المكتبية، وتكامل التكنولوجيا

في تشكيل الطريقة التي نعمل بها ونتعاون عن بُعد.

- ومن خلال تبني هذه الاِتجاهات والاِستعداد لهياكل العمل المُتغيرة، يُمكن للمؤسسات والأفراد

إطلاق العنان لفوائد العمل عن بُعد "بما في ذلك" زيادة المرونة، وتحسين التكامل بين العمل والحياة

والوصول إلى المواهب العالمية.

- علاوة على ذلك، فإن الأهمية المتزايدة للمهارات الرقمية والتعلم المُستمر تؤكد حاجة الأفراد

إلى التكيف وتحسين المهارات في بيئة العمل المتطورة هذه.

من خلال الحفاظ على المرونة والاِستفادة من التكنولوجيا وتعزيز ثقافة العمل عن بُعد الداعمة

يُمكن للمؤسسات أن تزدهر في عصر العمل الجديد هذا، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية

والاِبتكار ورضا الموظفين!