التجاهل هو نصف السعادة أم هو السعادة كُلها؟

 

(التجاهل فن يجب أن يُتقنه الجميع)

   لا يستطيع الإنسان أن يعيش في عُزلة دائمة وخصوصاً في عصرنا الحالي الذي أصبح الترابط والتواصل الإجتماعي هو سمة من سمات المُجتمع.

وبسبب تطور الوسائل التكنولوجية والتي جعلت العالم الكبير (قرية صغيرة).

- ومثلما كان لهذا التواصل اِيجابيات قد تحققت في الأونة الأخيرة.

(فهُناك أيضاً الكثير من السلبيات التي جعلت حياة الكثير من البشر كابوساً لايُطاق). 

- ومن أكثر السلبيات التي أصبح يُعاني منها مُجتمعنا هي...

(أن حياة الفرد الخاصة أصبحت أكثر عمومية، وأصبح بإمكان أي فرد توجيه الإنتقادات المُستمرة للغير).

 لذا كان موضوع هذا المقال الذي سنتناول خلاله (فن لايُجيده الجميع، ولايُدرك أهميته إلا القليل).

 وهو (فن التجاهل)، وقد تتسائل الآن (صديقي العزيز) حول: 

أ - ماهية التجاهل.

ب - وهل يُمكننا الحُكم عليه بأنه فن؟.

ج - لماذا يُعتبر التجاهل (اِستراتيجية يجب أن يفهمها ويُتقنها كُل إنسان ليعيش حياة سعيدة مُستقرة)؟. 

- كُل هذه الأسئلة ستعرف إجابتها عند إطلاعك علي مقال (التجاهل هو نصف السعادة أم هو السعادة كُلها؟) 

من خلال التركيز علي: 

 

1. المقصود (بالتجاهل) كمُصطلح وكاِستراتيجية.
2. لماذا يُعتبر (التجاهل) أمر ذو حدين؟. 
3. أنواع التجاهل. 
4. فوائد ومزايا (فن التجاهل).
5. ما هي السلوكيات والخصائص التي علي الفرد القيام بها (ليتقن فن التجاهل)؟. 

 

(ما المقصود بالتجاهل الذكي؟)

أولاً: ما المقصود (بالتجاهل) كمُصطلح وكاِستراتيجية؟

 

• التجاهل هو (عُبارة عن سلوك يقوم به الشخص من خلال تمتعه بلامبالاة وعدم الاِهتمام تجاه اِنتقاد شخص آخر).

•  وهذا السلوك يحتاج إلي شخص واثق بنفسه ويتمتع بالصبر وقُدرة عالية من الذكاء.

• بحيث يعرف الفرد متى وكيف وأين ومع من يستخدم هذا أسلوب التجاهل.                                                                       

• والتجاهل الاِستراتيجي هو إحدى الاستراتيجيات السلوكية.

• المُستخدمة في الرد على سلوك شخص أخر يسعى صاحبه لجذب الاِنتباه أو الحصول على رد فعل سلبي من الأخرين.   

               

• وهُناك تعريف أكثر تخصيصاً وتستخدمه أغلب الأبحاث العلمية وتصف فيه التجاهل.

•  بأنه (سلوك مُتعمد يعتمد علي ذكاء الفرد).

• لذا فهو أحد الاِستراتيجيات الفعالة في علم النفس.

• والتي يتم اِستخدامها بهدف تخفيف السلوكيات السلبية التي يتعرض لها الإنسان في حياته اليومية.

 

ثانيًا: لماذا يُعتبر (التجاهل) أمر ذو حدين؟

متي يكون التجاهل (اِيجابياً)، ومتي يُصبح (سلبياً) ؟

- التجاهل مثله مثل (سلوك إنساني) له الكثير من الإيجابيات والسلبيات (لذا فهو أمر ذو حدين).

- يجب أن يتم اِستخدامه بحذر حتي لايؤذي صاحبه.

والسؤال الآن (متي يُصبح التجاهل اِيجابيًا؟، ومتي يُصبح سلبياً؟). 

 

أ – (التجاهل الإيجابي الذي يجب أن يُتقنه الجميع) 

 

ا – التجاهل الاِيجابي يكون عند تجنُب الفرد الرد علي الأشخاص السلبيين، ويبتعد بنفسه عن ما يُعكر صفو حياته المُستقرة.

2 – التجاهل الاِيجابي يمنع الفرد من الدخول في نقاش وجدال (عقيم) لن يُسبب له الضغط النفسي.

3 – التجاهل الاِيجابي يسعي لراحة الإنسان وضمان سلامه النفسي. 

 

ب – (التجاهل السلبي الذي يجب أن يتجنبه الجميع)

 

1 – يحدث التجاهل السلبي عندما يلجأ الشخص للتجاهل في كُل أمور حياته، حتي أنه قد يتجاهل نصائح والديه ومُعلميه.

2 – قد يُسبب التجاهل السلبي (حُزناً) للأخرين عندما تتجاهل التعبير عن اِهتمامك بحديثهم معك.

3 – يُصبح التجاهل ضار لمن يقوم به بدون خطة مدروسة (بمعني أنه يتم بشكل عشوائي).     

 

ثالثًا: أنواع التجاهل

 

- التجاهل (فن) له الكثير من الأنواع والخصائص، وتتمثل تلك الأنواع في: 

 

1 – تجاهل الإنتقادات السلبية التي تهدف للإحباط وهدم الروح المعنوية للفرد. 

2 – تجاهل مشاعر الكراهية التي قد يُظهرها الأخرين خلال حديثهم معك.

3 – تجاهل التفكير في الأمور التي قد تُسبب القلق والتوتر والاِحباط للشخص.

4 – تجاهل التفكير في الماضي ومشاكله التي قد تُعكر صفو حياة البشر.

5 – تجاهل الألم الذي قد يجعل الأخرين يسخرون منك.

6 – تجاهل المخاوف التي تجعل الإنسان يفقد الثقة بنفسه وقُدراته وإمكانياته.

 

رابعًا: فوائد ومزايا (فن التجاهل)

(لماذا يُعتبر التجاهل نعمة لايُدرك فائدتها الجميع ؟)

 

- التجاهل الذكي الذي يحدث من خلال اِستراتيجية واضحة ومُحددة المعالم.

- (ينتج عنه الكثير من المزايا والاِيجابيات) والتي يُمكن أن تتمثل في: 

 

1 – التجاهل قد يكون وسيلة لإظهار الغضب والإحتجاج (إذا ما تم اِستخدامه بشكل مثالي). 

2 – التجاهل يجعل الفرد يُفكر بعقلانية ولايُحكم عواطفه التي قد تكون سبباً في قرارات خاطئة.

3 – التجاهل الذكي هو الوسيلة المُثلي للتعامل مع المُحيط السلبي الذي يكره فيه الجميع بعضهم البعض.

4 – التجاهل الذكي يكون دافعاً للفرد، ليستمر في عمله لتحقيق النجاح.

5 – التجاهل الذكي هو الوسيلة المثلي للتعامل مع (المرضي الذين يكرهون جميع من حولهم).    

 

خامسًا: السلوكيات التي علي الفرد القيام بها (ليتقن فن التجاهل)

 

- تتعدد أساليب (التجاهل الذكي) والتي يجب أن تتوافر بجميع الناس حتي يتمكنوا من التعامل مع المُحيطين بهم.

- وخصوصاً في عصرنا الحالي الذي أصبحت (حياة جميع الناس مُستباحة للأخرين): 

 

1 - تجنُب أي شئ بإمكانه اِحباط الفرد، وجعله يتحكم في حياة الشخص. 

2 – تجنُب كُل من يبث الكراهية والحقد وإدراك أن من يقوم بهذه الأشياء بلا قيمة.  

3 – تجاهل نوبات الغضب والتي تؤدي بالفرد للإنهيار العصبي والتوقف عن العمل. 

4 – تجاهل الرغبة الداخلية (بإرضاء الجميع) وإدراك أن الإنسان مهما فعل لن يستطيع كسب رضا جميع البشر.

5 – تجاهل الرغبة في النجاح من أجل إثبات النفس للأخرين، فالنجاح يجب أن يكون من أجل نفسك (أنت).

6 – تجنب الدخول في نقاشات وجدال (بلاقيمة) لن تؤدي لشئ اِيجابي.

7 – تجاهل كُل من يسخرون منك، فالسخُرية لاتصدُر إلا من إنسان عديم القيمة.

8 – تجاهل المُشتتات التي تُهدر وقتك بدون أي فائدة تُذكر.

9 – تجاهل الكسل والغرق في أحلام اليقظة.

10 – تجاهل المُقارنة مع الأخرين، لأنها لن تؤدي لنتائج محمودة.