الخطوات الـ(8) لتطوير مهارات الذكاء الإجتماعي لديك

(ماذا تعرف عن الذكاء الإجتماعي؟)

   يُخطئ من يعتقد أن (الذكاء الوراثي) يتشابه مع مُصطلح (الذكاء الإجتماعي) 

فالذكاء الفطري أو الوراثي هو درجة الذكاء التي يولد بها جميع الناس وتختلف من شخص لأخر 

حسب الكثير من العوامل الجينية والوراثية 

أما الذكاء الإجتماعي فهي عُبارة عن تلك القُدرات التي يكتسبها الإنسان علي مدار حياته بعد مولده 

من خلال المواقف المُختلفة التي يتعرض لها.

- ووفقاً لويكيبديا فإن (الذكاء الإجتماعي Social intelligence)  

هي تلك القُدرة البشرية الحصرية التي تُمكن الإنسان من التنقل والتفاوض خلال العلاقات الاِجتماعية المعقدة 

والبيئات المُختلفة بفعالية 

وهُناك تعريفاً أخر ناقش مُصطلح (الذكاء الاِجتماعي) بإنه القُدرة على التواصل مع الآخرين وبناء العلاقات 

التي تسودها المحبّة والاِلتزام والإحترام.

ويتشكل (الذكاء الإجتماعي) نتيجة الفهم الجيد للإنسان لنفسه وقُدراته وإمكانياته ومهارته للسيطرة علي عواطفه

- وبدون الذكاء الاِجتماعي تُصبح حياة الإنسان تعيسة لأنه يكون غير قادر علي التعامل مع الأخرين 

ويبدأ في أن يفقد ثقته في نفسه وفي الناس من حوله.

- وبمرور الوقت يُصبح "الذكاء الاجتماعي" أداة رئيسية للعاملين في سوق العمل 

والتي بدون اِمتلاكها يُصبح قُدرة الإنسان علي الحصول علي وظيفة أحلامه (أمر أشبه بالمُستحيل) 

لأن الشركات لن تقوم بتوظيف شخص غير قادر علي إقامة تواصل فعال مع رؤسائه وزُملائه بالعمل.

لذا ومن خلال مقال (الخطوات الـ(8) لتطوير مهارات الذكاء الإجتماعي لديك)

 ستتعرف (مُتابعنا العزيز) علي "كيف تُصبح شخصاً يتصف باِمتلاك درجة كبيرة من الذكاء الإجتماعي" 

وذلك بالتركيز علي المحاور التالية:-

1. خصائص الشخص الذي يمتلك درجة كبيرة من الذكاء الإجتماعي.
2. أهمية الذكاء الإجتماعي في حياة الإنسان.
3. هل هُناك فرقاً بين "الذكاء الإجتماعي" و "الذكاء العاطفي"؟.
4. كيف يُمكن للإنسان أن يُطور ويُنمي من مهارت "الذكاء الإجتماعي" التي يملُكها؟.

(الشخص ذو الذكاء الإجتماعي يتصف بأنه دقيق المُلاحظة)

أولاً: خصائص الشخص الذي يمتلك درجة كبيرة من الذكاء الإجتماعي

- بالرغم إن كُل واحداً منا لديه (درجة ذكاء إجتماعي) تختلف عن الأخر 

إلا أن خُبراء علم النفس الإجتماعي والإدراكي يعتقدون أن هُناك مجموعة من الخصائص 

التي يشترك فيها أغلب من لديهم (درجة ذكاء إجتماعب مُرتفعة للغاية)

ولعل أبرز تلك الخصائص يتمثل في:-

أ – يُمكن للأفراد ذوي الذكاء الاجتماعي المُرتفع الشعور بما يشعر به الآخرون 

ويعرفون بشكل تلقائي ما يجب عليهم قوله وفعله في المواقف الاجتماعية المُختلفة.
ب – يُمكنهم التنبؤ بردود أفعال الأشخاص الأخرين في مُختلف المواقف الإجتماعية.

ج – يعتمدون علي حدسهم بشكل كبير عند قيامهم بعملية اِتخاذ القرار الذي يؤثر في حياتهم.
د – لديهم قٌدرات إقناع كبيرة لذلك فإنهم يستطعون التأثير علي قرارات الأشخاص الأخرين.

ه – يتسّم الشخص ذو الذكاء الاِجتماعي بالقُدرة الكبيرة على الإصغاء للآخرين 

لذلك يشعر الجميع بالراحة والسعادة عند التواصل معه.
و – يُساعد جميع من حوله علي حل المُشكلات التي يواجهونها في حياتهم اليومية.

ز – يتعاطف مع جميع من حوله لذلك لديه ميل كبير لتقديم المُساعدة للأخرين.
ح –الشخص ذو الذكاء الإجتماعي يثق بنفسه وقُدراته جداً 

لأنه يعي جيداً قُدراته وإمكانياته "فهو يعرف جيداً نقاط قوته ونقاط ضعفه".

ط – يسعي لمواجهة التحديات والعقبات التي تمنعه من النجاح

 ويبحث عن حل دائم لتلك العقبات حتي لاتحدُث مرة أُخري له.
ي – يسعي دائماً للتطوير من مهاراته وقُدراته، لأن النجاح هو هدفه الأساسي.

ثانيًا: أهمية الذكاء الإجتماعي في حياة الإنسان

(يلعب الذكاء الإجتماعي دوراً هاماً في تعزيز فُرص الفرد للحصول علي وظيفة أحلامه)

- فوائد الذكاء الإجتماعي مُتعددة ومتنوعة، ومن تلك الفوائد:-

1 – يستخدم الذكاء الاجتماعي لإدارة العواطف والمشاعر والوعي الذاتي للإنسان.

2 – الذكاء الاجتماعي أصبح أمر ضروري وذلك لتعزيز مهارات الاِتصال والتواصل الفعال بين البشر 

وإقامة لُغة الحوار البناء وتطوير العمل الجماعي لخلق بيئة عمل مثلى ومُنتجة.

3 – يعد تدريس الذكاء الاجتماعي في المؤسسات التعليمية الغربية أمرًا لا غنى عنه 

لأنه أفضل وسيلة للحفاظ على ثقافة عمل جيدة وحماية الوظائف في عصر التطورات التكنولوجية.

4 –الإنسان ذو الذي يمتلك مهارات ذكاء إجتماعي مُرتفعة 

يستطيع إمتلاك علاقات قويّة مما يجعله يتجنب الأمراض النفسية الحادة

 مثل "الاِكتئاب، والأمراض المختلفة التي قد تُسببها الوحدة".

5 – يُساعدك الذكاء الاِجتماعي على اِكتساب راحة البال والمُحافظة على الهدوء في مواجهة المواقف المُحرجة.

6 – يُعتبر الذكاء الاجتماعي مهارة وقُدرة أساسية تستعين بها شركات العمل 

من أجل تقييم قُدرات الذين يتقدمون للحصول علي وظيفة 

"فالذكي اِجتماعياً لديه فُرصة أفضل من غيره في أي مُنافسة، كفرص العمل وغيرها".

ثالثًا: هل هُناك فرقاً بين "الذكاء الإجتماعي" و "الذكاء العاطفي"؟

كيف يختلف (الذكاء الإجتماعي) عن (الذكاء العاطفي)؟

(بالطبع) هُناك فرق بين كلا المُصطلحين 

حيثُ أن "الذكاء الاجتماعي" هو القُدرة على التواصل وتكوين العلاقات الإجتماعية" 

ويتحقق الذكاء الإجتماعي من خلال معرفة نفسك ومُمارسة الإدارة العاطفية المُناسبة.

لذا يُمكننا القول بأن "الذكاء الإجتماعي" مُرتبط ارتباطًا وثيقًا "بالذكاء العاطفي" ولكنه ليس نفس الشيء تمامًا.

- لأن (الذكاء العاطفي) يتحقق من خلال عملية الاِستبطان لأنه يُغطي جوانب مُختلفة

 مثل "الوعي العاطفي ودور العواطف في عملية حل المشكلات" 

لأن الأمر يتعلق بشكل أكبر بكيفية إدارة الأشخاص لأنفسهم قبل الاتصال بشخص آخر.

- كما إن الذكاء العاطفي يتعلق أكثر بكيفية التحكم في عواطفك وكيف تتعاطف مع الآخرين 

يتطلب الأمر التعرف على الأوقات التي تمر فيها بمشاعر 

مما سيُساعدك على التعرف على تلك المشاعر لدى الآخرين وتنظيمها بشكل مُناسب.

- فعندما تبدأ عملية التفاعل تبدأ مهارات الذكاء الاجتماعي بالعمل جنبًا إلى جنب مع مهارات الذكاء العاطفي

 الذي يغطي مهام عدة مثل: 

• التعبير.

• الحوار.

• الاِستماع.

• التعلم من خلال التواصل مع الآخرين.

رابعًا: كيف يُمكن تطوير مهارت (الذكاء الإجتماعي)؟

(يُخطئ من يعتقد أن مهارات الذكاء الإجتماعي تقتصر فقط علي مهارات التعامل مع الناس) 

- تم طرح نظرية الذكاء الاجتماعي لأول مرة من قِبل عالم النفس الأمريكي (إدوارد ثورندايك) 

في العام "1920"، وأكدت تلك النظرية علي (إنه لايوجد إنسان يولد بالذكاء الإجتماعي) 

لأنه مهارات يكتسبها الإنسان.

 لذا إليك صديقي العزيز بعض النصائح والخطوات التي عليك الإلتزام بها 

"إذا ما أردت تنمية مهارات الذكاء الإجتماعي لديك":-

1 – عليك أن تضع نفسك مكان الأخرين في المواقف المُختلفة 

لأن ذلك سيجعلك مُتفهماً لوجهات نظرهم المُختلفة وستُصبح أكثر تعاطفاً معهم بمرور الوقت.
2 – حاول أن تكون مُنتبهاً لأدق التفاصيل 

لأن الشخص ذو الذكاء الإجتماعي يتصف بأنه دقيق المُلاحظة 

"لأن المُلاحظة تُعتبر وسيلة مثالية لإكتساب الصفات والخصائص الجيدة".

3 – عليك أن تستمع جيداً لما يقوله الأخرين، لأن ذلك سوف يُكسبك ثقتهم واِحترامهم.
4 – حاول السيطرة علي المشاعر السلبية بداخلك 

فالتخلُص من تلك المشاعر السلبية تُظهرك بمظهر الشخص المُحترف لأصحاب العمل.

5 – مهما كانت درجة اِختلافك مع الأخرين 

يجب أن تحترمهم وتحترم ثقافتهم وتُظهر لهم ذلك من خلال حديثك الذي يتسم بالعقلانية والمنطق.
6 – تُعد القدرة على تحليل لغة الجسد أداة مهمة وفعالة وذلك لفهم مشاعر المُحيطين بك بدون تواصل لفظي 

"وتكمن في فهم السلوكات غير اللفظية" (كتعابير الوجه، والإيماءات، وردود الأفعال).

7 – يجب أن تتدرب باِستمرار علي اِكتساب مهارات حل المُشكلات لأنها أداة فعالة تُكسبك ثقة الجميع.
8 – تعرف علي نفسك وقُدراتك ومهاراتك "يجعلك تعرف نقاط قوتك وضعفك" 

مما يجعلك أكثر ثقة بنفسك في المواقف المُختلفة التي تتطلب اِتخاذ قرارات حاسمة.

وفي الخِتام 

- من خلال المقال السابق يُمكننا الآن القول ... 

• بأن الذكاء الإجتماعي هي مهارة ليس من السهل اِكتسابها.

• فالأمر يتطلب الكثير من العمل الشاق ووقتاً كافي للتدريب.

• لذا عليك دراسة المواقف الاِجتماعية المُختلفة.

• والِانتباه لما يقوم به الناس بشكل جيد والأخطاء التي تُريد تتجنبها.

• وبعد ذلك "عليك التفكير فيما تُريد القيام به بشكل مُختلف في الموقف الاِجتماعي التالي الذي تتعرض إليه".

•  وحاول أن تكون شخصاً اِستباقيًا لتحسين مهاراته.

•  وتذكر أنك ستفشل أحيانًا وعليك أن تتتقبل هذا الفشل وأن تتعلم منه حتي لاتُكرره مرة أُخري.