النُضج العاطفي: كيف تُصبح ناضجًا خلال (5) خطوات؟

كيف تُصبح ناضجًا عاطفيًا خلال (5) خطوات؟

يعتقد مُعظم الناس أن النضج يأتي مع التقدم في السن
وتُشير الأبحاث إلى أن النضج العاطفي يتحسن مع تقدم العمر، فإن هذا ليس هو الحال بالنسبة للجميع.
- قد تشعر أنك عالق في رحلتك لتصبح ناضجًا عاطفيًا أو ليس لديك أي فكرة عن موقعك في النمو.
لكن هذا لا يعني أنك لا تستطيع النجاح في تحسين الذات.

هذا يعني ببساطة أنك بحاجة إلى تعلم كيفية تحسين نضجك العاطفي ونحن هُنا لمُساعدتك للقيام بذلك.

- وخلال مقال (النُضج العاطفي: كيف تُصبح ناضجًا خلال 5 خطوات؟)

دعونا نستعرض ما هو النضج العاطفي ومن أين ينبع عدم النضج وعلامات النضج العاطفي 

لقياس التقدم الذي تُحرزه.

أولاً: ما هو النضج العاطفي؟

النُضج العاطفي "Emotional maturity" يعني اِمتلاك القُدرة على ضبط النفس 

لإدارة عواطفك والعمل على فهمها.
- باِعتبارك شخصًا ناضجًا عاطفيًا، فإنك لا تنظر إلى العواطف على أنها نقطة ضعف.
بدلاً من ذلك أنت تُقدرها ولا تحاول إخفاءها.
- إن الاِعتراف بمشاعرك والتعلم من التجارب السابقة "حتى لو كُنت تُكافح من أجل التخلص منها" 

يعني أنك تتمتع بذكاء عاطفي قوي.

جُزء من النضج العاطفي هو فهم أنها عملية مُستمرة.
لا يُمكنك أن تُصبح ناضجًا عاطفيًا في أسبوع وتحمل هذا اللقب طوال حياتك.
- إنه يتطلب جُهدًا مُستدامًا وتفانيًا وإصرارًا لمواصلة النمو خلال جميع مراحل الحياة.
مثل أي نوع من أنواع النضج، ليس هُناك خط نهاية يجب عبوره.
*النضج هو عملية مُستمرة طوال حياتك في عدة مجالات:
جسديًا: يمر جسمك بأربع مراحل من النضج لينمو من مرحلة الرضيع، ثم الطفل ثم المُراهق ثم البالغ.
عقليًا: تنمي مهاراتك المعرفية، مثل كيفية التفكير من خلال المُشكلات أو مُعالجة المعلومات.
على الصعيد العاطفي: مع التقدم في العمر والتطور، تكتسب سيطرة أفضل على عواطفك.
"على سبيل المثال" قد تنتقل من ردود أفعالك العاطفية مثل نوبات الغضب عندما كُنت طفلًا صغيرًا 

إلى التعبير عن نفسك بالكلمات وتخصيص الوقت للتفكير في أفعالك عندما كُنت مُراهقًا.

ثانيًا: علامات عدم النضج العاطفي

النُضج العاطفي هو أكثر من مُجرد القُدرة على الحفاظ على رباطة جأشك

يتجلى عدم النضج العاطفي في العديد من المواقف المُختلفة، ولكن تعلم كيفية إظهار هذه السمة 

يُساعدك على تحديد عادات مُعينة لتطويرها ومهارات لتحسينها.
*فيما يلي (4) علامات لعدم النُضج العاطفي يجب مُراجعتها:

عدم القُدرة على التعبير عن المشاعر: هل تتجنب التواصل مع مشاعرك بأي ثمن؟
- قد تكون غير ناضج عاطفيًا إذا كان من الصعب أن تكون ضعيفًا بدرجة كافية 

للتعبير عن مشاعرك أو الاِعتراف بالتجارب السلبية.
يلوم الآخرين: لقد حدث خطأ ما، وغريزتك الأولى هي إلقاء اللوم على الآخرين.
إنها فكرة تلقائية ألا تُحاسب نفسك على أفعالك، حتى عندما تعلم أن هذا خطأك 

"هذه علامة على عدم النضج".
لا يطلب المُساعدة: قد يُشير ذلك إلى عدم النُضج إذا كُنت لا تستخدم مهارات الاِتصال لديك 

لطلب المُساعدة حتى عندما تكون في أمس الحاجة إليها.
- أنت خائف جدًا من أن تبدو غير آمن أو ضعيف، لذا تمتنع عن طلب التوجيه من زميلك في العمل 

أو الاِعتراف بأنك منهك في العمل.
لا يستجيب بشكل جيد للتوتر: لقد مررت بيوم مُرهق، والجميع يعرف ذلك.
إذا كُنت تنزعج بسهولة من الآخرين، فمن المُحتمل أن يكون ذلك بسبب اِستمرارك في قمع مشاعرك.
- لقد وجدت الدراسات أن قمع العواطف يؤدي إلى ردود فعل مُرتبطة بالتوتر 

مثل القلق وسوء النظافة أثناء النوم والصداع النصفي.

ثالثًا: العوامل التي تُساهم في عدم النضج العاطفي

إن معرفة أسباب عدم نضجك العاطفي سيُساعدك على فهم كيفية النمو بشكل أفضل.
*فيما يلي بعض العوامل التي تُساهم في عدم النضج العاطفي:

1. صدمة الطفولة.
2. الذكاء العاطفي.
3. الفشل المُتكرر.
4. القُدرة على البقاء حاضرًا.
5. الشعور بالذات والهوية.

*قد تبدو هذه العوامل غامضة بعض الشيء؛ لذا دعونا نستعرض بعض الأمثلة 

على ردود الفعل العاطفية لوضع بعضها في نصابها الصحيح:
تجد نفسك في جدال مع شخص أخر: هل تأخذ الوقت الكافي لفحص مشاعرك والتفكير قبل 

أن تقول شيئًا أم أنك تسمح لمشاعرك السلبية بالتدفق وإلقاء اللوم على صديقك في الجدال مع إثارة 

حجج سابقة مماثلة في هذه العملية، بينما ترفض قبول المسؤولية؟
- لقد أعطاك مُديرك بعض المُلاحظات حول مهمتك الأخيرة، وهي في الغالب سلبية.

هل تقر بأن هذا لم يكن أفضل أعمالك ولكن تلقي هذه التعليقات سيُساعدك على النمو أم أنك تلوم 

أحد أعضاء الفريق لأنه قام بتشتيت اِنتباهك وتصف مُديرك بالعدم العدالة لأنه قدم لك تعليقات قاسية؟

- يُظهر إظهار المسؤولية أنك لا تخشى اِرتكاب أخطائك والتعلم منها وهي علامة على النضج العاطفي.
إذا كانت غريزتك هي أن تكون دفاعيًا في أي شكل من أشكال المواجهة، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث ذلك 

تأكد من أنك لست في مكان ما، لكي تكون صادقًا بشأن أفعالك ومشاعرك.
سيُساعدك تخصيص الوقت لفهم نفسك وعاداتك وتجاربك السابقة على تحديد ما يمنعك من النضج.

رابعًا: الآباء غير الناضجين عاطفيًا

النُضج لا يأتي بالضرورة مع التقدم في السن

• فكر في المنزل الذي نشأت فيه والأشخاص الذين أثروا فيك أكثر من غيرهم (والديك).
• إن النمو مع والدين غير ناضجين عاطفياً يؤثر بشكل كبير على نضجك العاطفي.
• تُصبح مُعتادًا على السلوك غير الناضج والاِستجابات العاطفية دون قدوة إيجابية.
• عادةً ما ينشئ الآباء غير الناضجين عاطفيًا علاقة لا يتم فيها تلبية اِحتياجاتك العاطفية.
• إنهم لا يشعرون بالاِرتياح لمُشاركة مشاعرهم معك، مما يعني أنك لا تشكل رابطة ثقة.
• بدون هذه العلاقة القوية والاِرتباط، لن تشعر بالأمان أو الدعم.
• الآباء مثل هذا يجعلونك تشعر أن تفاعلاتك من جانب واحد، وأن اِحتياجاتهم تأتي دائمًا قبل اِحتياجاتك وأنك لا تستطيع التعبير عن مشاعرك.
• يُمكن أن يُعيق ذلك تطورك الشخصي لأنك مُعتاد على القلق بشأن التعبير عن مشاعرك.
• لكن عواقب الوالدين غير الناضجين عاطفياً تمتد إلى ما هو أبعد من التأثير على علاقتك بهم.
• قامت عالمة النفس الإكلينيكي ليندساي جيبسون بدراسة الآباء غير الناضجين عاطفياً، ووجدت أن تأثيرهم العقلي والعاطفي على الأطفال يستمر معهم حتى مرحلة البلوغ.

*إليك بعض الطرق التي تؤثر بها التربية غير الناضجة عاطفيًا عليك:

1. يخلق مشاعر الغضب والخيانة والاِستياء.
2. يُشجع على الشعور بالوحدة وقضايا الثقة.
3. يجعل من الصعب وضع حدود صحية مع الآخرين.
4. يضر باِحترام الذات والرحمة الذاتية.
5. وهذا يُمكن أن يؤدي إلى مشاكل الصحة العقلية مثل الاِكتئاب والقلق.
6. قد تشعر أيضًا بخيبة الأمل تجاه والديك لعدم نضجهما عاطفيًا.
7. عندما كُنت طفلاً، كنت تعتمد عليهم لدعم اِحتياجاتك العاطفية "لكنهم فشلوا".
8. قد يكون من الصعب تجاوز ما جعلك تشعر به، لكن لديك القدرة على تحسين نضجك العاطفي في الحاضر والمُستقبل.

خامسًا: كيفية تحسين النضج العاطفي؟

يُعد تحسين نضجك العاطفي رحلة مُهمة تتطلب منك أن تكون واعيًا بذاتك.
إن مواجهة المشاعر التي قمت بكبتها أمر صعب، قد تشعر بالإرهاق أحيانًا ولكن لا بأس بذلك.
- تذكر أن تستريح وأنت تسعى نحو النمو الشخصي.
هذا هو الوقت المُناسب للتركيز على نفسك واِحتياجاتك، ولكن لا يُمكنك أن تنسى الاِعتناء بنفسك 

على طول الطريق.
*فيما يلي (5) نصائح لمُساعدتك على تحسين نضجك العاطفي:

1. تطوير عقلية النمو

• تُعد عقلية النمو أمرًا بالغ الأهمية عند تحديد الأهداف والعمل على تحقيقها لأنها تُرحب بالتعلم والتحسين الضروريين لتحقيق التقدم.
• ركز على التحسين الذاتي والنمو المُستمر بدلاً من تصيد الأخطاء وأوجه القصور.

2. ضع حدودًا صحية

• من المُمكن أن يكون لدى أصدقائك وعائلتك عادة تجاوز الحدود وجعلك غير مُرتاح، ولكن يُمكنك الحد من هذا السلوك في المُستقبل.
• ضع حدودًا صحية تضع رفاهيتك في الاِعتبار وتجعلك تشعر بالأمان.
• يُعد البقاء ثابتًا مع هذه الحدود علامة على النضج العاطفي لأنك تحترم عواطفك من خلال الدفاع عن نفسك.

3. أفهم مشاعرك

• لكي تكون ناضجًا عاطفيًا، عليك أن تفهم مشاعرك.
• قول ذلك أسهل من فعله (فالضعف أمر مُخيف)، لكن التعرف على المشاعر يُساعدك على التعامل معها بشكل أكثر نضجًا.
• عندما تفهم ما الذي يجعلك غاضبًا أو حزينًا أو مُتحمسًا، يُمكنك اِستخدام ذلك لصالحك بدلاً من الاِنتقام عند أول إشارة سلبية.
• اِسأل نفسك ما الذي يجعلك غاضبًا أو غير مرتاح (ولماذا).

4. اِمتلك أخطائك

• سوف ترتكب أخطاء من وقت لآخر.
• ولكن الطريقة التي تتعامل بها مع تلك الأخطاء وتتحمل المسؤولية هي الأكثر أهمية عندما تسعى إلى أن تكون ناضجًا عاطفيًا.
• في المرة القادمة التي تُخطئ فيها، اِعتذر عن خطأك دون تقديم أعذار لنفسك.
• اُنظر إلى كل خطأ باِعتباره فُرصة للتعلم لتوسيع مهاراتك ومعرفة المزيد عن نفسك.

5. اِبحث عن قدوة

• من المُمكن أن يكون والديك غير ناضجين عاطفيًا ولم يكونوا قدوة جيدة لك عندما تكبر، ولكن يُمكن للآخرين من حولك أن يصبحوا مُرشدين لك أثناء تحسين نضجك العاطفي.
• فكر في شخص عزيز عليك أو زميل أو صديق تثق به ليكون قدوة لك.
• شاهد كيف يتعاملون مع المواقف الصعبة وكيف يحترمون عواطفهم.
• يُمكن أن يمنحك نظرة ثاقبة لعادات أفضل لتكوينها وإلهامك لمواصلة العمل لتطوير نضجك.

وخِتامًا,,,,, إن العمل على تعلم كيفية تحسين نُضجك العاطفي أمر صعب.
إن النضج العاطفي لا يحدث بمُجرد وصولك إلى عُمر مُعين 

"إنه شيء تحتاج إلى العمل عليه كل يوم".
- ولكن الآن بعد أن فهمت ما يعنيه النضج العاطفي، يُمكنك أن تتعلم التوقف 

عن كبت مشاعرك والخوف من الضعف.
- يُساعدك النضج العاطفي على التواصل بشكل أفضل مع الآخرين 

والحصول على علاقات أكثر صحة والتعبير عن نفسك بوضوح.

رُبما جعلتك تربيتك تشعر أن التعبير عن المشاعر أمر سيء 

يؤدي إلى الصراع، لكنه ليس كذلك.
للمُضي قدمًا، أعرف ألا تخجل أبدًا مما تشعر به.
إن مشاعرك صحيحة وكُلما نضجت، زاد قبولك لذاتك.
ستكون هذه الرحلة صعبة في البداية، لكنها ستُصبح أسهل بمرور الوقت 

وهي تستحق الاِستثمار.