قوة القيلولة: هل القيلولة أثناء النهار مُفيدة لعقلك وصحتك؟

هل القيلولة أثناء النهار مُفيدة لعقلك؟

في عالم سريع الخُطى غالبًا ما يمجد الإنتاجية ولا يُشجع على الراحة، قد يكون من المُفاجئ

أن أخذ قيلولة مُنتظمة يُمكن أن يفيد صحة عقلنا.
- حيثُ اِكتشف باحثون من جامعة كوليدج لندن أن دمج القيلولة القصيرة في روتيننا يُمكن أن يُساعد

في الحفاظ على حجم الدماغ ورُبما تأخير عملية الشيخوخة.

في حين أن القيلولة قد تكون صعبة بسبب ثقافة العمل أو الاِلتزامات الأُخرى، إلا أن الأدلة

تُشير إلى أنه يُمكن للجميع جني ثمار القليل من النوم في منتصف النهار.
- وكشفت الدراسة التي أجراها الباحثون في جامعة (كوليدج بلندن) أن الأفراد الذين يأخذون قيلولة

باِنتظام كانت أدمغتهم أكبر بحوالي 15 سم مكعب، وتتوافق هذه الزيادة في حجم الدماغ مع تأخير مُحتمل

في الشيخوخة بمقدار ثلاث إلى ست سنوات.
ومع ذلك، يوصي الباحثون بإبقاء القيلولة أقل من 30 دقيقة لتجنب الشعور بالترنح عند الاِستيقاظ.
*وبمقال (قوة القيلولة: هل القيلولة أثناء النهار مُفيدة لعقلك وصحتك؟)

سنكتشف الأسباب الرئيسية التي تُحتم علينا دمج االقيلولة في الروتين اليومي الخاص بنا!

أولاً: ما هي القيلولة؟

القيلولة هي كلمة إسبانية تعني قيلولة يومية، وعادة ما تؤخذ بعد الغداء.

- تاريخيًا، كان يوم العمل الإسباني مقسمًا إلى استراحة لمدة ساعتين لتناول طعام الغداء والراحة

لذلك تم تخصيص وقت للقيلولة.

ثانيًا: فوائد الحصول علي قيلولة صغيرة أثناء النهار

إن أخذ قيلولة قصيرة قد يُعزز طاقتك وإبداعك وصحة قلبك

يُعد الحصول على نوم صحي أحد التدابير الثمانية الأساسية في الحياة لتحسين والحفاظ على صحة القلب

والأوعية الدموية، كما حددتها جمعية القلب الأمريكية. 

حيثُ تُساعد صحة القلب والأوعية الدموية الأفضل على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب

والسكتة الدماغية وغيرها من المشاكل الصحية الرئيسية.
- القيلولة لم تعد مخصصة للأطفال فقط. أظهرت الأبحاث أنه حتى بين البالغين، توفر القيلولة العديد

من الفوائد لمساعدتك على القيام بذلك خلال اليوم:

1) القيلولة ليست فقط للأطفال الرُضع

• تُشير الدراسات إلى أن قيلولة بعد الظهر مفيدة للبالغين أيضًا.
• ليست هناك حاجة للشعور بالكسل عند الانغماس في النوم أثناء النهار.
• قيلولة قصيرة في منتصف بعد الظهر يمكن أن تعزز الذاكرة، وتحسن الأداء الوظيفي، وترفع مزاجك، وتجعلك أكثر يقظة، وتخفف التوتر "اِستمتع بفوائد القيلولة هذه".

2) يُمكنه تحسين ذاكرتك
أظهرت الدراسات أن النوم يلعب دورًا مهمًا في تخزين الذكريات.

يُمكن أن تساعدك القيلولة على تذكر الأشياء التي تعلمتها في وقت سابق من اليوم بقدر ما تساعدك

على النوم طوال الليل.

وتعمل القيلولة على منعك من نسيان أشياء مثل المهارات الحركية والإدراك الحسي والتذكر اللفظي أيضًا.

3) قد تكون قادرًا على توصيل النقاط بشكل أسهل

• لا تُساعدك القيلولة على تذكر الأشياء التي تعلمتها للتو فحسب، بل قد تساعد عقلك على رسم الروابط بين الأشياء التي تكتشفها.
• في إحدى الدراسات، وجد الأشخاص الذين يأخذون قيلولة أنه من الأسهل تجميع المعلومات التي حصلوا عليها في وقت سابق من اليوم.

4) قد يُساعدك ذلك على تسلق سلم الشركة
عندما تقوم بمهمة ما مرارًا وتكرارًا طوال اليوم، فإن أدائك يزداد سوءًا مع مرور اليوم.

تُشير الدراسات إلى أن القيلولة يمكن أن تساعد في الحفاظ على اتساقك.

5) قد يرفع مزاجك
إذا كُنت تشعر بالإحباط، حاول أن تأخذ قيلولة لرفع معنوياتك.

القيلولة، أو حتى مجرد الراحة لمدة ساعة دون النوم، يمكن أن تجعل مظهرك أكثر إشراقًا.

يقول الخُبراء إن الاِسترخاء الناتج عن الاستلقاء والراحة يعزز المزاج، سواء كنت تغفو أم لا.

6) القيلولة الصغيرة تجلب فوائد كبيرة
يُمكن أن تكون القيلولة لمدة قصيرة تصل إلى 10 دقائق مفيدة، لكن حافظ على قيلولتك لمدة (30) دقيقة

أو أقل حتى لا تستيقظ وأنت تشعر بمزيد من التعب.

- يُسمى هذا الترنح الذي تشعر به بعد القيلولة بالقصور الذاتي أثناء النوم.

كُلما طالت قيلولتك، زادت احتمالية شعورك بهذا الشعور.

وكُلما كان الأمر أسوأ، كلما زاد الوقت الذي ستحتاجه للاستيقاظ والعودة إلى العمل.

7) القيلولة أفضل من الكافيين
إذا كنت تشعر بالتعب ولكن لديك عمل أو دراسة لإنجازها، فقد يكون من الأفضل أن تأخذ قيلولة

بدلاً من احتساء القهوة. 
- إذا كُنت تعلم أنك لن تحصل على الكثير من النوم لليلة أو ليلتين بسبب السفر (على سبيل المثال).

فمن الأفضل أن تستعد بغفوة في وقت مُبكر بدلاً من تناول الكافيين.

كُلما طالت القيلولة، كلما كان ذلك أفضل. إذا اضطررت إلى اللجوء إلى الكافيين، فشرب كميات صغيرة

غالبًا ما يكون أفضل من كوب واحد كبير من القهوة.

8) تخفيف التوتر
إذا كُنت تحت ضغط كبير، يمكن للقيلولة التخلص من التوتر وتحسين صحتك المناعية.

يعتقد الخبراء أن القيلولة لمدة 30 دقيقة يمكن أن تفي بالغرض.

9) القيلولة مفيدة لصحة قلبك

• يُمكن للقيلولة أن تساعد مؤشرك أيضًا، حيثُ وجدت دراسة أن الأشخاص الذين أخذوا قيلولة لمدة تتراوح بين 45 إلى 60 دقيقة انخفض لديهم ضغط الدم بعد تعرضهم للضغط النفسي.
• لذلك يمكن أن تساعد القيلولة جسمك على التعافي من المواقف المليئة بالضغط.

10) القيلولة يُمكنها أن تجعلك أكثر إبداعًا
هل اِستيقظت يومًا بفكرة عظيمة؟ نوم حركة العين السريعة، والذي يبدأ عادةً بعد 70 إلى 90 دقيقة

من النوم، ينشط أجزاء من دماغك مرتبطة بالصور والأحلام.

يُمكن أن تساعدك القيلولة مع نوم حركة العين السريعة على دمج الأفكار بطُرق جديدة للتوصل إلى إجابات.

11) يُمكن أن تساعدك القيلولة على النوم بشكل أفضل في الليل
على الرغم من أن الأمر قد يبدو غير منطقي، إلا أن أخذ قيلولة أثناء النهار يمكن أن يساعد كبار السن

على تحسين نومهم ليلاً.

- وتُشير الدراسات إلى قيلولة لمدة 30 دقيقة بين الساعة الواحدة بعد الظهر و 3 مساءا.

يُساعد الجمع بين التمارين المعتدلة، مثل المشي وتمارين التمدد في المساء، على تحسين النوم أثناء الليل.

"يُمكن أن تتحسن الصحة العقلية والجسدية أيضًا".

12) يُمكنها مساعدة أطفالك الصغار أيضًا

• يتوقف العديد من الأطفال في سن ما قبل المدرسة عن القيلولة قبل وقت طويل من دخولهم روضة الأطفال. 
• والحقيقة هي أن القيلولة ضرورية للتعلم والتطور في هذا العمر.
• الأطفال الذين يأخذون قيلولة بانتظام يكونون أكثر قدرة على تذكر الأشياء التي تعلموها.
• ونظرًا لأن مخازن الذاكرة قصيرة المدى تكون محدودة في هذا العمر، فإن الأطفال الأصغر سنًا يحتاجون إلى نوم أكثر تكرارًا "إنه جزء مهم من كيفية تعلق الدماغ بالذكريات.

13) إجعلها عادة
في حين أن بعض فوائد القيلولة يمكن أن يحصل عليها أي شخص، إلا أن هناك بعض الأدلة

على أن القيلولة تعمل فقط على تحسين أنواع معينة من التعلم عندما يأخذها الشخص بانتظام

وهذا يشمل القدرة على معرفة الفرق.

• للحصول على أقصى استفادة من القيلولة، عليك أن تحدد وقتها بشكل صحيح.
• سيجد معظم الناس أن قيلولة بعد الظهر هي الأكثر طبيعية ومفيدة.
• ويقول البعض إن النوم يكون أفضل بين الساعة الثانية والثالثة بعد الظهر، عندما يكون لدى الإنسان بشكل طبيعي انخفاض في اليقظة.
• يعتمد الوقت الذي يناسبك بشكل أفضل على مدى راحتك في البداية.
• إذا كُنت مرتاحًا جيدًا، فمن الأفضل أن تأخذ قيلولة متأخرة قليلًا.
• إذا كُنت متأخرًا في النوم، فسوف ترغب في الحصول على قيلولة مبكرًا.

ثالثًا: متى تُأخذ القيلولة؟

يوصي الخُبراء عادةً بأن يأخذ البالغون قيلولة قبل موعد النوم بثماني ساعات أو أكثر.

- وبالنسبة لمعظم الناس، هذا يعني القيلولة قبل الساعة (3) مساءً.

القيلولة في وقت متأخر جدًا من النهار قد تُساهم في مشاكل النوم أثناء الليل.
وبالنسبة لبعض الأشخاص، قد تبدو القيلولة طبيعية أو حتى ضرورية بعد وقت الغداء.

- يُعرف هذا باِسم تراجع ما بعد الغداء، في حين أن تناول الغداء قد يلعب دورًا في النعاس بعد الظهر

إلا أن الغطس بعد الغداء يرتبط بإيقاع الساعة البيولوجية.

إيقاع الساعة البيولوجية هو الساعة الداخلية للجسم التي تتبع دورة مدتها 24 ساعة.

- ضمن هذه الدورة هناك فترتان ذروة للنعاس. الذروة الكبرى تكون أثناء الليل، والثانية أثناء الليل

يقع في وقت مُبكر من بعد الظهر.

رابعًا: أين تُأخذ القيلولة؟!

بيئة النوم الجيدة هي باردة وهادئة ومُظلمة، إن الحصول على إعداد مُريح للقيلولة يُمكن أن يُساعد في

منع الاِنقطاعات أو الاِستيقاظ غير المرغوب فيه.
- بالنسبة للأشخاص الذين يعملون من المنزل، من المحتمل أن تكون غرفة النوم مكانًا جيدًا لغفوة قصيرة

نظرًا لأنها مُعدة بالفعل لتعزيز النوم.

قد تُساعد إضافة ستائر معتمة أو آلة ضوضاء بيضاء لحجب عوامل التشتيت في الليل وأثناء القيلولة

أثناء النهار.

• في بيئة المكتب، يمكن للملحقات مثل سدادات الأذن أو قناع العين أن تقلل من الاضطرابات أثناء وقت القيلولة. عندما يكون ذلك ممكنًا، ينبغي أخذ القيلولة في مكان من غير المرجح أن يحدث فيه اِنقطاع.
• قد تحتوي بعض المكاتب على حجرات قيلولة أو مناطق هادئة أخرى للاِسترخاء أو لفترة قصيرة من النوم التصالحي.

وخِــــتامَا,,,, في عالم أصبح فيه الحرمان من النوم أمرًا شائعًا للغاية، يُمكن أن يكون

أخذ قيلولة قصيرة طريقة بسيطة وفعالة لدعم صحة الدماغ وربما إبطاء عملية الشيخوخة.

- في حين أن ثقافة العمل والالتزامات اليومية قد تجعل من الصعب دمج القيلولة في روتيننا

فإن إيجاد فُرص لغفوة قصيرة يُمكن أن يكون له فوائد طويلة المدى.

- لذا، في المرة القادمة التي تشعر فيها بالحاجة إلى إعادة شحن طاقتك

تذكر أن القيلولة السريعة ليست علامة على الكسل ولكنها أداة قوية للحفاظ على دماغ صحي.ِ