كيف يكون للصداقات تأثير كبير على صحتك العقلية ورفاهيتك؟!

لماذا يُعد أصدقاؤك أكثر أهمية مما تعتقد؟

الصداقات يُمكن أن تُثري حياتك بعدة طُرق: فالأصدقاء الجيدون يعلمونك عن نفسك ويتحدونك

لتكون أفضل نُسخة من نفسك.

"إنهم يشجعونك على الاِستمرار عندما تصبح الأوقات صعبة والاِحتفال بنجاحاتك معك".
الأصدقاء يفعلون أكثر بكثير من مُجرد إعطائك كتفًا لتبكي عليه؛ كما أن لها تأثيرًا إيجابيًا على صحتك.
حتى أن الأبحاث تقول إن الصداقات لا تقل أهمية عن تناول الطعام الصحي ومُمارسة الرياضة لرفاهيتك.
*وبمقال (كيف يكون للصداقات تأثير كبير على صحتك العقلية ورفاهيتك؟)

سنتناول الطُرق العديدة التي تُعزز بها الشبكة الاِجتماعية القوية الصحة والرفاهية ومن المُهم الإشارة

إلى أنه ليست كل العلاقات مُتساوية.
- ومثلما يُمكنك اِتخاذ خيارات غير صحية فيما يتعلق بالنظام الغذائي ومُمارسة الرياضة 

حيثُ يُمكنك بالتأكيد اِتخاذ خيارات غير صحية عندما يتعلق الأمر بالصداقات التي تقضي وقتًا فيها.

أولاً: كم عدد الأصدقاء يجب أن يكون لديك؟

اكتشف قوة الصداقة وكيف يمكن لعدد ونوعية علاقاتك أن تؤثر على رضاك عن الحياة.
الصديق الحقيقي موجود من أجلك دائمًا، وليس فقط عندما يكون ذلك مناسبًا.

"إن الظهور في لحظات الحاجة أمر مهم حقًا في الصداقات" مُضيفًا أنه إذا اِتصل صديق بسبب أزمة

في مُنتصف الليل؛ فلن ينسحب الصديق الحقيقي.

من المُهم أيضًا أن ندرك أن شبكة الدعم الاجتماعي لا تبدو متشابهة لدى الجميع. 

- إن شبكتك يمكن أن تتكون من شريك أو أفراد من العائلة أو أصدقاء أو زملاء عمل أو معلمين أو جيران. 

إن الفوائد تكمن في أي شخص في حياتك يقدم دعمًا اجتماعيًا إيجابيًا. 

وبغض النظر عما إذا كانت شبكة صداقاتك تبدو وكأنها شريك والكثير من الروابط العائلية الوثيقة

أو إذا كانت مليئة بأشخاص لا تربطهم بك صلة قرابة بيولوجية، فإن كل نوع من أنواع الدعم الاِجتماعي

الإيجابي مفيد للغاية.

ثانيًا: كيف تدعم الشبكة الاِجتماعية القوية الصحة الجسدية؟

(9) أسباب تجعل الصداقة مهمة جدًا في الحياة

*ماذا يقول العلم عن الأسباب التي تجعل الروابط الاجتماعية القوية مفيدة للصحة والرفاهية؟

1. الصداقات تُعزز الشعور بالاِنتماء
بغض النظر عما يوحدك مع مجموعة أصدقائك، فإن الشعور ببساطة بالاندماج - وكأنك تنتمي

إلى مجموعة معينة - هو أمر مفيد.

• في جوهر الأمر، يحتاج الناس إلى أشخاص - نحتاج أن نشعر بأننا مهمون للآخرين، وأننا ننتمي إلى شبكة اجتماعية من الاتصالات. 
• إن علاقاتنا هي التي تعطي معنى لحياتنا.

2. يُمكن للأصدقاء المُساعدة في تعزيز اِحترام الذات
يُمكن للأصدقاء تحسين ثقتك بنفسك وتقديرك لذاتك.

- الصديق الجيد هو المشجع الخاص بك، أنت تريد أن يكون لديك أصدقاء يشاركونك نجاحك

ويكونون سعداء من أجلك.

• وجد التحليل التلوي لعام 2020 المنشور في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي أن احترام الذات والعلاقات الاجتماعية الإيجابية يسيران جنبًا إلى جنب.
• ووجد الباحثون علاقة متبادلة بين الاثنين، مما يعني أن العلاقات الإيجابية تبني احترام الذات بينما يؤدي ارتفاع احترام الذات أيضًا إلى علاقات أكثر إرضاءً.

3. تُساعد الصداقة القوية في التغلب على الضغوط في حياتك
إن الصداقات تقطع شوطا طويلا في مساعدتنا على تخفيف التوتر. 

بينما نمر بفترات صعبة من الحياة، يمكن للأصدقاء أن يساعدونا. 

يُمكن للتلامس الجسدي أن يحدث فرقًا أيضًا. وجدت دراسة نشرت عام 2018 في PLoS One

أن الحصول على عناق يخفف من المشاعر السلبية مثل التوتر. 

"إن اللمسة الجسدية الإيجابية والمرحب بها تعتبر أمرًا رائعًا للتواصل والصحة".
كما يشتبه الخبراء في أن الشعور بالوحدة يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتك البدنية واستجابتك للتوتر. 

وفقوفقًا لجمعية علم النفس الأمريكية، فإن الشعور بالعزلة والوحدة يمكن أن يزيد من التوتر المزمن

مما قد يؤثر سلبًا على أداء المناعة ويؤدي إلى مجموعة من المشكلات الصحية.

• من المهم أن نلاحظ أن الصداقات يجب أن تكون إيجابية حتى يكون لها هذا التأثير.
• يُمكن للصداقات السلبية أن تزيد من التوتر ويمكن أن تضر بصحتك الجسدية أو العقلية.

4. الصداقات قد تُساعد في حماية الصحة المعرفية
تمتد الفوائد الصحية للصداقات إلى الدماغ أيضًا، وجدت دراسة نُشرت عام 2021 في BMC Geriatrics

أن البالغين الأوروبيين الأكبر سنًا الذين لديهم شبكات اجتماعية أكبر وتقاويم مليئة بالأنشطة الاجتماعية

لديهم وظيفة إدراكية أفضل من أقرانهم الأكثر عزلة.

• وجدت دراسة نشرت عام 2021 في JAMA Network Open أن وجود صديق يمكنك إجراء محادثات جيدة معه قد يكون جزءًا مما يحمي صحة الدماغ. 
• أظهرت البيانات أنه في مجموعة مكونة من 2171 شخصًا بالغًا شاركوا في دراسة فرامنغهام للقلب، فإن أولئك الذين أبلغوا عن وجود شخص ما في حياتهم يمكنهم الاعتماد عليه كمستمع جيد كانوا أكثر عرضة لمستويات أعلى من المرونة الإدراكية (مقياس لقدرة الدماغ). 

5. يُساعدنا الأصدقاء في التغلب على الحزن بجميع أنواعه
فكر في آخر مرة واجهت فيها موقفًا صعبًا، مثل وفاة أحد أفراد العائلة أو فقدان شيء آخر مهم بالنسبة لك

(مثل وظيفة)، من المحتمل أن يكون وجود أصدقاء يمكنك الاعتماد عليهم قد ساعدك على تحقيق النجاح. 

"الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة يواجهون صعوبة أكبر في التعافي من تحديات الحياة".

• وجدت مراجعة منهجية نُشرت عام 2020 في BMC Psychiatry أن الحصول على الدعم الاجتماعي بعد الفجيعة المفاجئة أو العنيفة يقلل من شدة الاكتئاب وأعراض اضطراب ما بعد الصدمة.
• رُبما يكون وجود أشخاص في حياتنا والدعم الاجتماعي هو الشيء الأول الذي يساعد الناس على تجاوز الأوقات العصيبة.

6. يُمكن للأصدقاء تشجيع السلوكيات الصحية
إن إقامة علاقات إيجابية مع الأشخاص الذين يتخذون خيارات صحية يمكن أن يحفزك على اِتخاذ

خيارات صحية مماثلة "إذا كان الأصدقاء يمارسون النشاط البدني، فقد تنجذبون إليه".
"بالإضافة إلى ذلك" فإن مجرد وجود صديق يعتمد عليك يمكن أن يمنحك الحافز الذي تحتاجه

للعناية بنفسك بشكل أفضل.

• "إذا كان هناك شخص آخر يعتمد علينا لنكون هناك من أجله، فسنفعل ما يتعين علينا القيام به للوفاء بالتزامنا".
• يمكن للأصدقاء أيضًا التحدث إذا كانوا قلقين عليك. "إذا كنت منخرطًا في سلوك غير صحي، فإن الأصدقاء هم الذين يرون ذلك إذا كنت تشرب كثيرًا أو تكتسب الكثير من الوزن، لأنهم يرونك ويتفاعلون معك كل يوم"

7. التقليل من خطر حدوث مشاكل صحية طويلة الأمد
"إن قدرتنا على التواصل الاجتماعي أمر ضروري للغاية لقدرتنا على عيش حياة صحية".
- وجدت مراجعة نُشرت عام 2020 في مجلة Neuroscience & Biobehavioral Reviews

أن العُزلة الاجتماعية والوحدة قد تكون مرتبطة بالالتهاب. 

- يُمكن أن تكون مستويات الالتهاب غير الصحية خطيرة وقد تؤدي إلى أمراض القلب

أو اِلتهاب المفاصل أو السكتة الدماغية أو مرض الزهايمر، وفقًا لنشرات هارفارد الصحية.
- كما تم ربط وجود روابط اجتماعية قوية بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب وتحسين صحة

ضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم، وفقًا لمايو كلينك.

8. الصداقات قد تُساعدنا على العيش لفترة أطول

• وجدت مراجعة سابقة أن هُناك اِحتمالية متزايدة للبقاء على قيد الحياة بنسبة 50% خلال فترة مُتابعة الدراسة للمشاركين ذوي العلاقات الاجتماعية القوية.
• إن تأثيرات الروابط الاجتماعية على البقاء كانت ثابتة حتى عند التحكم في عوامل مثل العمر أو النوع أو المشكلات الطبية.
• أولئك الذين لديهم قدر أكبر من الاِندماج الاِجتماعي - مقاسًا بالحالة الاجتماعية وعدد الأصدقاء والمُشاركة مع الأصدقاء "حصلوا على أكبر دفعة صحية".

9. الصداقات الصحية تميل إلى جعلنا أكثر سعادة
وجدت دراسة نشرت عام 2019 في PLoS One أن الدائرة الاجتماعية القوية كانت مؤشرًا أفضل

للسعادة والعافية العامة من بيانات تعقب اللياقة البدنية مثل "مُعدل ضربات القلب والنشاط البدني".

• إن الباحثين ليسوا متأكدين تمامًا من سبب حدوث هذه الظاهرة، يُمكن أن يكون مزيجًا من الآثار الصحية الإيجابية المذكورة أعلاه.
• من المفيد أن تتواصل مع أشخاص سعداء، خاصة إذا كانوا يعيشون بالقرب منك.

ثالثًا: لماذا يصعب أحيانًا تكوين صداقات أو الحفاظ عليها؟

يجد الكثير من البالغين صعوبة في تكوين صداقات جديدة أو الحفاظ على الصداقات الموجودة.

- قد تأخذ الصداقات مقعدًا خلفيًا بالنسبة لأولويات أُخرى مثل "العمل أو رعاية الأطفال أو الوالدين المسنين".

رُبما تفرقت أنت وأصدقاؤك بسبب التغيرات في حياتكم أو اِهتماماتكم أو رُبما اِنتقلت إلى مجتمع جديد

ولم تجد بعد طريقة لمُقابلة أشخاص.
ويتطلب تطوير الصداقات الجيدة والحفاظ عليها جهدًا.

ومع ذلك، فإن المتعة والراحة التي يُمكن أن توفرها الصداقة تجعل الاِستثمار جديرًا بالاِهتمام.

رابعًا: كيف تؤثر وسائل التواصل الاِجتماعي على الصداقات؟

• قد يُساعدك الانضمام إلى مجموعة دردشة أو مجتمع عبر الإنترنت في إنشاء اِتصالات أو الحفاظ عليها وتخفيف الشعور بالوحدة.
• ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن اِستخدام مواقع الشبكات الاِجتماعية لا يترجم بالضرورة إلى شبكة أكبر غير متصلة بالإنترنت أو علاقات أوثق خارج الإنترنت مع أعضاء الشبكة.
• "بالإضافة إلى ذلك" تذكر توخي الحذر عند مشاركة معلومات شخصية أو ترتيب نشاط مع شخص تعرفت عليه عبر الإنترنت فقط.

وخِــــتامًا,,,, إن تطوير الصداقات الصحية والحفاظ عليها ينطوي على الأخذ والعطاء.

في بعض الأحيان تكون أنت من يقدم الدعم، وفي أحيان أُخرى تكون أنت الطرف المُتلقي.

- إن السماح لأصدقائك بمعرفة أنك تهتم بهم وتقدرهم يمكن أن يساعد في تقوية الرابطة بينكما.

من المهم بالنسبة لك أن تكون صديقًا جيدًا بقدر أهمية إحاطة نفسك بالأصدقاء الجيدين.